جكم من شرقي الجسر واستمر يحاصره أياما ، وشرع الأمير جكم في حفر نهر ليحول العاصي ويدخل إليهم وأوهمهم بذلك ، وكتب إلى ابن رمضان (صاحب مرعش) لينجده وكتب ابن صاحب الباز إلى ابن رمضان أيضا وهو شهاب الدين أحمد لينجده ، فجاء ابن رمضان فخافه ابن صاحب الباز فهرب إلى جهة القصير وصعد القلعة وتحصّن بها هو وجماعته ، فتوجه إليه الأمير جكم بعساكره وحاصره بقلعة القصير أياما. ثم إن ابن صاحب الباز طلب الأمان من جكم فأعطاه الأمان ونزل إليه من القلعة فاستمر عنده أياما ثم سلمه إلى الأمير غازي بن أوزر وكان بينه وبين ابن صاحب الباز عداوة وكان ابن صاحب الباز قد قتل بعض جماعة ابن أوزر فقتله غازي ابن أوزر وقتل معه ابنه وغيره من جماعته ، وذلك في شوال أو ذي القعدة سنة ثمان وثمانمائة.
آثاره :
وكان ابن صاحب الباز أميرا كبيرا فارسا شجاعا ، بنى بأنطاكية مدرسة بحضرة مقام سيدي حبيب النجار رضياللهعنه ، ولما قتل عادت البلاد التي استولى عليها كل بلد إلى معاملته وانكسرت شوكة التركمان ولله الحمد اه.
ذكر تولية حلب للأمير جركس سيف الدين القاسمي
قال السخاوي في الضوء اللامع في ترجمته : ولاه الملك الناصر نيابة حلب عوضا عن دمرداش في سنة تسع وثمانمائة ولم يقم بها إلا مدة إقامة الناصر بها يوما أو يومين ورجع معه إلى القاهرة خوفا من جكم اه.
وفي تحف الأنباء أن الملك الناصر توجه في هذه السنة إلى دمشق ثم منها إلى حلب ، فلما دخلها قرر في نيابتها جركس القاسمي وجعله نائب السلطنة بها ، فلما بلغ جكم مجيء السلطان إلى حلب أخذ نوروز الحافظي وتمربغا المشطوب وعدى الفرات ، ولما توجه السلطان من حلب إلى دمشق رجع جكم ونوروز إلى حلب وملكاها وفرّ منها جركس وتسلطن جكم بها ، ولما بلغه مسير السلطان من دمشق إلى مصر سار إلى دمشق فملكها وفرّ منها نائبها شيخ وتسلطن بها كما فعل بجلب وتلقب بالملك العادل أبي الفتوحات ، فعند ذلك تحرّك عليه قرايلك وكثير من التركمان فتحسن ببال جكم مسيره إليهم ، فسار إلى قرب ماردين وتحارب معهم فانكسر عسكر قرايلك وانهزم إلى أن أتى نحو آمد ، فتبعه جكم