تشييد شيء من المدارس أو غيرها بل كانت إقامته فيها في قدماته إليها أياما قلائل رحمهالله.
ذكر حال أولاد صلاح الدين بعده
قال ابن الأثير : لما مات صلاح الدين كان معه بها ولده الأكبر الأفضل نور الدين علي ، وكان قد حلف له العساكر جميعهم غير مرة في حياته ، فلما مات ملك دمشق والساحل والبيت المقدس وبعلبك وصرخد وبصرى وبانياس وهونين وتبنين وجميع الأعمال إلى الداروم ، وكان ولده الملك العزيز عثمان بمصر فاستولى عليها واستقر ملكه بها.
وكان ولده الظاهر غازي بحلب فاستولى عليها وعلى جميع أعمالها مثل حارم وتل باشر وأعزاز وبرزية ودرب ساك ومنبج وغير ذلك ، وكان بحماة محمود بن تقي الدين عمر فأطاعه وصار معه ، وكان بحمص شيركوه بن محمد بن شيركوه فأطاع الملك الأفضل.
سنة ٥٩٠
ذكر إلحاق جبلة واللاذقية بمملكة حلب
قال ابن الأثير : في هذه السنة وصل الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين وهو صاحب مصر إلى مدينة دمشق فحصرها وبها أخوه الأكبر الملك الأفضل علي بن صلاح الدين ، وكنت حينئذ بدمشق ، فنزل بنواحي ميدان الحص فأرسل الأفضل إلى عمه الملك العادل أبي بكر بن أيوب وهو صاحب الديار الجزرية يستنجده ، وكان الأفضل غاية الواثق به والمعتمد عليه ، وقد سبق ما يدل على ذلك ، فسار الملك العادل إلى دمشق هو والملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب وناصر الدين محمد بن تقي الدين صاحب حماة وأسد الدين شيركوه بن محمد بن شيركوه صاحب حمص وعسكر الموصل وغيرها ، كل هؤلاء اجتمعوا بدمشق واتفقوا على حفظها علما منهم أن العزيز إن ملكها أخذ بلادهم ، فلما رأى العزيز اجتماعهم علم أنه لا قدرة له على البلد ، فترددت الرسل حينئذ في الصلح فاستقرت القاعدة على أن يكون البيت المقدس وما جاوره من أعمال فلسطين للعزيز وتبقى دمشق وطبرية وأعمالها والغور للأفضل على ما كانت عليه وأن يعطي الأفضل أخاه الملك الظاهر جبلة واللاذقية وأن يكون الملك العادل بمصر إقطاعه الأول ، واتفقوا على ذلك وعاد العزيز إلى مصر ورجع كل واحد من الملوك إلى بلده.