تاج الدين ، فقال له الأمير جمال الدين : نترك مذهب الشافعي لك ونولي معك من كل مذهب قاضيا ، وذكر أسماء القضاة الأربعة الذين عيّنوا.
سنة ٦٦٤
ذكر دخول العساكر إلى بلاد الأرمن
قال أبو الفداء : وفي هذه السنة بعد فراغ الملك الظاهر من فتوح صفد سار إلى دمشق ، فلما دخلها واستقر فيها جرد عسكرا ضخما ، وقدم عليهم الملك المنصور وأمرهم بالمسير إلى بلاد الأرمن ، فسارت العساكر صحبة الملك المنصور ووصلوا إلى بلاد سيس في ذي القعدة من هذه السنة ، وكان صاحب سيس إذ ذاك هيثوم بن قسطنطين بن باسيل قد حصن الدربندات بالرجّالة والمناجق وجعل عسكره مع ولديه على الدربندات لقتال العسكر الإسلامي ومنعه ، فداستهم العساكر الإسلامية وأفنوهم قتلا وأسرا ، وقتل ابن صاحب سيس الواحد وأسر ابنه الآخر وهو ليفون بن هيثوم المذكور. وانتشرت العساكر الإسلامية في بلاد سيس وفتحوا قلعة العامودين وقتلوا أهلها ، ثم عادت العساكر وقد امتلأت أيديهم من الغنائم.
ولما وصل خبر هذا الفتح العظيم إلى الملك الظاهر بيبرس رحل من دمشق ووصل إلى حماة ثم إلى فامية فالتقى عساكره وقد عادت منصورة وأمر بتسليم الأسرى وفيهم ليفون ابن صاحب سيس ، وكان المذكور لما أسر سلمه الملك المنصور إلى أخيه الملك الأفضل فاحترز عليه وحفظه حتى أحضره بين يدي السلطان ، ثم عاد إلى الديار المصرية على طريق الكرك فتقنطر بالملك الظاهر المذكور فرسه عند بركة زيزا وانكسرت فخذه وحمل في محفة إلى قلعة الجبل اه.
سنة ٦٦٦
ذكر مسير الملك الظاهر إلى أنطاكية وبغراس وفتحها
قال القطب اليونيني وابن كثير وأبو الفداء : في هذه السنة في مستهل جمادى الأولى توجه الملك الظاهر بيبرس بعساكره المتوافرة إلى الشام وفتح يافا في العشر الأوسط من الشهر المذكور وأخذها من الفرنج ، ثم سار إلى أنطاكية وكان نزوله عليها في مستهل شهر