السلطنة بحلب في سنة ثماني عشرة ، يوم خرج منها بعد يسير مختفيا على الهجن بحيث وصل إلى القاهرة في اثني عشر يوما لكونه بلغه أنه تكلم في حقه عند السلطان ، فأكرمه وولاه نيابة دمشق ، فتوجه إليها في أوائل سنة عشرين. إلى أن قال : وله وقف على زاوية جلبان وذكره ابن خطيب الناصرية.
سنة ٧٢٠
ذكر تولية حلب للأمير قجقار القردمي
قال ابن خطيب الناصرية : قجقار القردمي الأمير سيف الدين نائب حلب ، كان في صحبة الملك المؤيد حين كان المؤيد نائبا بحلب ، فلما تسلطن ولاه إمرة مائة فارس بالديار المصرية وصار من الأمراء الألوف ، ثم ولاه نيابة حلب في سنة عشرين وثمانمائة عوضا عن الأمير سيف الدين أقباي ، وجاء إلى حلب ودخلها ، ثم جاء السلطان بعد قليل إلى حلب وتوجه إلى بلاد الروم وتوجه معه الأمير قجقار ، ثم جاء إلى حلب وخلف الأمير قجقار وأقباي نائب دمشق لحصار كركر. ثم لما جاء قرا يوسف إلى جهة آمد خاف منه فرحل عن كركر وجاء إلى حلب فغضب عليه السلطان وأمسكه ساعة ثم أطلقه وجهزه معزولا إلى دمشق ، فلما توجه السلطان إلى الديار المصرية أعاده مقدما واستقر بها ، ثم جهزه السلطان صحبة الأمراء الذين جهزهم مع ابنه إبراهيم لأخذ البلاد القرمانية فجاء إلى حلب وتوجه صحبة ولد السلطان ، ثم لما قضوا أربهم رجعوا ورجع قجقار صحبتهم إلى الديار المصرية واستمر مقدما إلى أن توفي السلطان الملك المؤيد ، فهمّ بالركوب وادعى الأمر فعاجله الأمير سيف الدين ططر الذي صار سلطانا وأمسكه وحبسه قبل أن يدفن السلطان ، وذلك في المحرم سنة أربع وعشرين وثمانمائة. ثم قتل مقبوضا عليه في السنة المذكورة. وكان أميرا كبيرا كريما محترما محتشما عنده أدب ، وكان من أبناء الستين أو يزيد عليها رحمهالله تعالى اه.
ذكر تولية حلب للأمير يشبك اليوسفي
وفي هذه السنة تولى نيابة حلب الأمير يشبك اليوسفي. قال السخاوي في الضوء اللامع : وكان يشبك شابا جاهلا فاسقا ظالما عسوفا طمّاعا اشتراه المؤيد وهو نائب