سنة ٨٠٦
ذكر تولية حلب للأمير علاء الدين أقبغا ووفاته بها
وعود دمرداش المحمدي لنيابة حلب
قال في روض المناظر : فيها استقر الأمير علاء الدين أقبغا الجمالي الهذباني نائب حلب عائدا إليها ، فعاد وأقام قليلا ، ومات بحلب ودفن بتربته التي أنشأها بسوق الخيل ، واستقر في نيابة حلب السيفي دمرداش عائدا إليها.
قال السخاوي في الضوء اللامع : عاد الأمير علاء الدين أقبغا إلى حلب بعد دقماق واستمر على نيابتها أربعين يوما ، ثم مات في ليلة الجمعة سابع عشري جمادى الثانية سنة ست ودفن قبل الصلاة بتربته التي أنشأها داخل جامعه ، وكان ساكنا عاقلا قليل الشر مائلا إلى الخير ، ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا اه.
أقول : كانت وفاته قبل إكمال عمارة الجامع ، وأكمله دمرداش في ولايته سنة ٨١١ وسيأتي الكلام عليه ثمة. وقبر أقبغا لا زال موجودا في تربته عن يمين الداخل إلى الجامع ، وللتربة قبة مرتفعة البناء جدا وهي من الحجر المنحوت كتب في أعلاها بين الكوتين (صنعه جعفر بن أبي غانم رحمهالله) وللتربة أربع شبابيك اثنان من الجهة الشمالية واثنان من الجهة الغربية ، واللذان من هذه الجهة عليهما من الخارج كتابات تعسّر علي قراءتها ، ومكتوب في ذيل المنارة عن يسار قنطرة باب الجامع الغربي (أنشأه العبد الفقير إلى الله تعالى أقبغا الظاهري غفر الله له).
قال في روض المناظر : وفيها كانت زلزلة عظيمة بحلب وبلاد كثيرة وخربت منها أماكن كثيرة ، وتبع ذلك زلازل عديدة أخف منها فاجتمعت الزلازل والفتن ، وإنما تتكاثر الزلازل والفتن بين يدي الساعة ، والظاهر أن الأمر قد قرب والدنيا على فراغ ، فالزلازل يخوّف الله بها أهل المعاصي وتؤذن بزلزلة القيامة ، تنشأ في بعض الأرض كما تنشأ الرعدة للمحموم. وزلزلة الأرض إما لأن الله تعالى يطلع عليها فتتزلزل هيبة وفزعا ، وإما لأن الحوت