أقول : اشتهر هذا الجامع الآن بجامع السكاكيني وهو في محلة القصيلة ومكتوب على قنطرة بابه [أنشأ هذا المسجد العبد الفقير إلى الله تعالى آشقتمر الأشرفي (١) غفر الله وللمسلمين في شهور سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة].
وفي الجامع في الجهة الشمالية منه مصطبة وراءها خمس حجر لطلبة العلم كان بناها السيد راجي بيازيد بعد سنة ١٢٦٠ بقليل للشيخ حسين الغزي البالي حينما جاء إلى حلب وتوطن فيها وصار مدرسا في هذا الجامع ، وهو الآن تحت يد الأوقاف ، والباقي له من العقارات فرن ودكان ومخزن يبلغ وارداتها نحو خمسين ليرة عثمانية ذهبا.
ذكر اتخاذ علامات خضر في رؤوس الأشراف
قال في روض المناظر : في هذه السنة رسم السلطان الملك الأشرف شعبان أن يكون للأشراف علامة خضراء في رؤوسهم تعظيما لهم واحتراما. وأنشدت :
شرفت الأشراف من سلطاننا |
|
الأشرف بالخضر من القبضات ٢ |
عزا وإبدالا بما قد ألبست |
|
أسلافهم في عالي الجنات |
وأنشد الشيخ أبو عبد الله المغربي محمد بن جابر الهواري الأندلسي نزيل حلب :
جعلوا لأبناء الرسول علامة |
|
إن العلامة شأن من لم يشهر |
نور النبوة في كريم وجوههم |
|
يغني الشريف عن الطراز الأخضر |
قال ابن إياس : وقال الشيخ بدر الدين بن حبيب الحلبي :
عمائم الأشراف قد تميزت |
|
بخضرة رقت وراقت منظرا |
وهذه إشارة أن لهم |
|
في جنة الخلد لباسا أخضرا |
سنة ٧٧٤
فيها أعيد الأمير أشقتمر لنيابة حلب وهذه ولايته للمرة الثالثة.
__________________
(١) الشين من الكلمتين ذاهبة.
٢ ـ هكذا في روض المناظر أيضا ، ولعل الصواب : القبعات.