نائب دمشق والحاج أرقطاي نائب طرابلس بإشارة قوصون إلى قتال طشتمر بحلب لكون طشتمر أنكر على قوصون ما اعتمده في حق أخيه المنصور أبي بكر ، ونهب ألطنبغا بحلب مال طشتمر ، وهرب طشتمر إلى الروم واجتمع بصاحب الروم أرتنا. (إلى أن قال) : ثم عاد ألطنبغا إلى مصر وهو قوي النفس بقوصون ، فاتفق الأمراء هناك وقبضوا على قوصون ونهبت دياره وأرسلوه إلى الإسكندرية وأهلك بها ، وقبضوا على ألطنبغا وحبسوه بمصر ثم أعدم هو والمرقبي (أحد الأمراء).
وقال في روض المناظر : في هذه السنة توفي الأمير ألطنبغا الصالحي مقبوضا عليه بالإسكندرية ، وكان ملكا جليلا خيرا دينا له عدة غزوات عديدة في بلاد سيس ، ولي نيابة دمشق وولي حلب مرتين نحو عشرين سنة وعمر بظاهرها جامعه المعروف وعدة قصاطل وسبلانات.
قال الطبيب بيشوف الجرماني بعد أن ذكر ما هو مكتوب على باب الجامع : وبعد موت السيفي أرغون الناصري سنة ٧٣١ رجع إلى حلب نائبا مرة ثانية الأمير علاء الدين ألطنبغا ، واستقام نائبا في حلب إلى شهر ربيع الأول من سنة ٧٣٧ الذي مات بها ودفن بتربته جانب جامعه خارج باب المقام.
وهذا سهو منه فإن الذي مات في هذه السنة ودفن بتربته جانب جامعه هو ولده خضر كما قدمناه في حوادث سنة ٧٣٧ ، وأما ألطنبغا فتوفي مقتولا بمصر هو والمرقبي في هذه السنة أعني سنة ٧٤٢ كما تقدم آنفا.
ذكر وفاة الأمير بدر الدين محمد وآثاره بحلب
قال ابن الوردي : وفي هذه السنة توفي الأمير بدر الدين محمد ابن الحاج أبي بكر أحد الأمراء بحلب ، كان من رجال الدنيا ، وله مارستان بطرابلس ، وارتفع به الدهر وانخفض ، ودفن بتربته في جامع أنشأه بحلب بباب أنطاكية اه.
أقول : موقع الجامع خارج باب أنطاكية بالقرب من الجسر ، كان بينه وبين النهر دار وقد خربت منذ سنين قلائل وصار مكانها عرصة استولى عليها المجلس البلدي ، والجامع لا زال معروفا ومشهورا عند أهل محلة الجسر بجامع أبناء أبي بكر. وفي الجهة الغربية منه صفّة على طول صحن الجامع فيها ستة قبور يغلب على الظن أن القبر المتوسط هو قبر الواقف ، والجهة الشمالية من الصحن قدر أربعة أذرع تزرع خضرا ، وقد ظهر لي أنها