بتمكينهم من العبور إلى حيث شاؤوا من البلاد وأوصاه السلطان بهم فملؤوا بلاد حلب وغيرها وقدم منهم إلى القاهرة نحو المائتي نفر.
ذكر وفاة الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحي وسلطنة ولده أبي بكر
قال ابن الوردي : وفيها توفي السلطان الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون الصالحي رحمهالله وله ستون سنة بعد أن خطب له ببغداد والعراق وديار بكر والموصل والروم وضرب الدينار والدرهم هناك باسمه كما يضرب له بالشام ومصر ، وحج مرات ، وحصل لقلوب الناس بوفاته ألم عظيم ، فإنه أبطل مكوسا ، وكان يستحي أن يخيب قاصديه ، وأيامه أيام أمن وسكينة ، وبنى جوامع وغيرها لولا تسليط لؤلؤ والنشو على الناس في آخر وقته.
وعهد لولده السلطان الملك المنصور أبي بكر فجلس على الكرسي قبل موت والده وضربت له البشائر في البلاد.
سنة ٧٤٢
ذكر خلع الملك المنصور أبي بكر وتولية ابن الملك الأشرف كجك
قال ابن الوردي : في هذه السنة في صفر خلع السلطان الملك المنصور أبو بكر ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون ، احتج عليه قوصون الناصري (من كبار الأمراء بمصر) ولي نعمة أبيه بحجج ونسب إليه أمورا ، وأخرجه إلى قوص إلى الدار التي أخرج الملك الناصر والده الخليفة المستكفي إليها جزاء وفاقا ، ثم أمر قوصون والي قوص فقتله بها وأقام في الملك أخاه الملك الأشرف كجك وهو ابن ثماني سنين ، فقلت في ذلك :
سلطاننا اليوم طفل والأكابر في |
|
خلف وبينهم الشيطان قد نزعا |
وكيف يطمع من مسته مظلمة |
|
أن يبلغ السول والسلطان ما بلغا |
قتل الأمير ألطنبغا الصالحي بعد القبض عليه وترجمته
قال ابن الوردي ما خلاصته : في جمادى الآخرة جهز قوصون مع الأمير قطلبغا الفخري الناصري عسكرا لحصار السلطان أحمد ابن الملك الناصر بالكرك. وسار ألطنبغا