سنة ٥٤١
ذكر ولاية نور الدين محمود الشهيد بن زنكي على حلب
قال في الروضتين : قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر : لما راهق نور الدين لزم خدمة والده إلى أن انتهت مدته على قلعة جعبر ، وسير في صبيحة الأحد الملك آلب أرسلان بن السلطان مسعود إلى الموصل مع جماعة من أكابر دولة أبيه ، فقال لهم : إن وصل أخي سيف الدين غازي إلى الموصل فهي له وأنتم في خدمته ، وإن تأخر فأنا أقرر أمور الشام وأتوجه إليكم. ثم قصد حلب ودخل قلعتها سابع ربيع الآخر ورتب النواب في القلعة والمدينة.
قال ابن أبي طي الحلبي : لما اتصل قتل أتابك بأسد الدين شيركوه ركب من ساعته وقصد خيمة نور الدين وقال له : اعلم أن الوزير جمال الدين قد أخذ عسكر الموصل وعول على تقديم أخيك سيف الدين وقصده إلى الموصل وقد انضوى إليه جلّ العسكر ، وقد أنفذ إلي جمال الدين وأرادني على اللحاق به فلم أعرج عليه ، وقد رأيت أن أصيرك إلى حلب وتجعلها كرسي ملكك وتجتمع في خدمتك عساكر الشام ، وأنا أعلم أن الأمر يصير جميعه إليك ، لأن ملك الشام يحصل بحلب ، ومن ملك حلب استظهر على بلاد الشرق. فركب وأمر أن ينادى في الليل في عساكر الشام بالاجتماع ، فاجتمعوا وساروا في خدمة نور الدين إلى حلب ودخلوها سابع ربيع الأول [تقدم آنفا سابع ربيع الآخر]. ولما دخلوا إلى حلب جاء أسد الدين إلى تحت القلعة ونادى واليها وأصعد نور الدين إليها وقرر أمره ومشى أحواله ، فكان نور الدين يرى له ذلك وأسد الدين يمن بأنه كان السبب في توليته. ثم