قال ابن الخطيب في الدر المنتخب في ترجمته نقلا عن تاريخ شيخه الحسن بن حبيب قال : سنة عشره وسبعمائة وفيها توفي الأمير سيف الدين قبجق المنصوري نائب السلطنة بحلب ، كان عزيز الجانب مشحون الفلك والقارب ، معظما في الدول مصدقا إن قال موفقا إن فعل ، موصوفا بالإقدام والحماسة مشهورا بالمعرفة والخبرة والسياسة ، ولي نيابة السلطنة بدمشق وحماة قبل حلب ، وكانت وفاته بها ونقل إلى تربته بحماة تغمده الله برحمته.
قال أبو الفداء : وكان السلطان قد جرد عسكرا مع كراي المنصوري وشمس الدين سنقر الكمالي فساروا وأقاموا بحمص ، ولما وصلت إلى حماة عائدا من الأبواب الشريفة ركبوا من حمص وساقوا ليكبسوا أسندمر بحلب ويبغتوه بها فإنه كان مستشعرا لما كان قد فعله من الجرائم ، وأرسل كراي المذكور إلي يعلمني بمسيرهم وأن أسير بالعسكر الحموي وأجتمع بهم لهذا المهم ، فخرجت من حماة يوم الخميس تاسع ذي الحجة وسقنا نهار الجمعة وبعض الليل ووصلنا إلى حلب بعد مضي ثلثي الليلة المسفرة عن نهار السبت حادي عشر ذي الحجة ، واحتطنا بدار النيابة التي فيها أسندمر تحت قلعة حلب وأمسكناه بكرة السبت واعتقل بقلعة حلب وجهز إلى مصر مقيدا في يوم الأحد ثاني عشر ذي الحجة ، ووصل إلى مصر فاعتقل بها ، ثم نقل إلى الكرك وكان آخر العهد به ، واحتيط على موجوده من الخيل والقماش والسلاح وكان شيئا كثيرا وحمل جميع ذلك إلى بيت المال ، واستمر كراي والكمالي ومن معهما من العساكر والعبد الفقير إسماعيل بن علي مقيمين بحلب حتى خرجت هذه السنة.
سنة ٧١١
ذكر نقل قراسنقر من نيابة السلطنة بدمشق إلى حلب
قال أبو الفداء : في هذه السنة لما قبض على أسندمر سأل قراسنقر نائب السلطنة بدمشق من مولانا السلطان أن ينقله إلى نيابة السلطنة بالمملكة الحلبية لأنه كان قد طال مقامه بها وألف سكنى حلب ، فرسم له بذلك وحصر تقليده بولاية حلب مع الأمير سيف الدين أرغون الدوادار الناصري ، وسار في صحبته من دمشق متوجها إلى حلب وحصل عند قراسنقر استشعار من العسكر المقيمين بحلب لئلا يقبضوا عليه ، وبقي المقر السيفي