ويتسلمها ، فسار إليها وتسلمها منهم وحصنها ورفع إليها من الذخائر ما يكفيها سنين كثيرة.
سنة ٥٥٠
قال في الروضتين : في هذه السنة ولى نور الدين صلاح الدين الشحنكية والديوان بدمشق فأقام فيه أياما ثم تركه وصار إلى حلب لأجل اواقعة جرت بينه وبين صاحب الديون أبي سالم همام. ثم قال نقلا عن ابن أبي طي يحيى بن حميدة الحلبي : واستخص نور الدين صلاح الدين وألحقه بخواصه ، فكان لا يفارقه في سفر ولا حضر ، وكان يفوق الناس جميعا في لعب الكرة ، وكان نور الدين يحب لعب الكرة.
قال في المختار من الكواكب المضية : (كان) بالجزيرة رجل من أهل الدين والصلاح والخير ، وكان نور الدين يراسله ويرجع إلى قوله ، فبلغه عن نور الدين أنه يكثر اللعب بالكرة فكتب إليه يقول : ما كنت أظن أنك تلهو وتلعب وتعذب الخيل بغير فائدة دينية ، فكتب إليه نور الدين بخط يده يقول : والله ما يحملني على اللعب بالكرة اللهو واللعب ، وإنما نحن في ثغر العدو ونخشى أن يقع صوت فنركب في الطلب ولا يمكننا ملازمة الجهاد ، ومتى تركنا الخيل صارت لا قدرة لها على إدمان السفر في الطلب ولا معرفة لها بسرعة الانعطاف في المعركة ، فنحن نركبها ونروضها بهذا اللعب اه.
سنة ٥٥١
ذكر حصر حارم
قال في الروضتين : فيها حاصر نور الدين قلعة حارم وهي حصن غربي حلب بالقرب من أنطاكية وضيق على أهلها وهي من أمنع الحصون وأحصنها في نحور المسلمين ، فاجتمعت الفرنج من قرب منها ومن بعد وساروا نحوه لمنعه. وكان بالحصن شيطان من شياطين الفرنج يرجعون إلى رأيه فأرسل إليهم يعرفهم قوتهم وأنهم قادرون على حفظ الحصن والذب عنه بما عندهم من العدد وحصانة القلعة ، ويشير عليهم بالمطاولة وترك اللقاء ، وقال