فمن مخرجه إلى مغيضه اثنان وأربعون ميلا. والمرج الأحمر هذا هو المعروف الآن بمرج تل السلطان ، وإنما عرف بذلك لأن السلطان ألب أرسلان السلجوقي خيم به مدة فنسب إليه.
وقال ابن الخطيب : إن نهر حلب كان يجري في الشتاء والربيع وينقطع في الصيف ، ومنبعه من بلاد عينتاب وغوره في المطخ. قلت (القائل ابن الشحنة) : ورأيت له منبعا بقرية يقال لها أرقيق بين حلب وعينتاب ، والظاهر أنه من منابع كثيرة.
وقال ياقوت : قويق نهر مدينة حلب ، مخرجه من قرية تدعى سبتات (صوابه سنياب كما تقدم) وسألت عنها بحلب فقالوا لا نعرف هذا الاسم ، إنما مخرجه من شناذر قرية على ستة أميال من دابق ، ثم يمر في رساتيق حلب. وبعد أن ذكر ما قاله أبو الحسين بن المناري قال : وماؤه أعذب ماء وأصحه (على قوله) إلا أنه في الصيف ينشف فلا يبقى إلا نزور قليلة. وأما في الشتاء فهو حسن المنظر طيب المخبر. وقد وصفه شعراء حلب بما ألحقوه بنهر الكوثر ، ومن أمثال عوام بغداد : يفرح بفلس مطلي من لم ير دينارا. وقد أحسن القيسراني محمد بن صغير في وصفه في قوله :
رأيت نهر قويق |
|
فساءني ما رأيت |
فلو ظمئت وأسقي |
|
ت ماءه ما رويت |
ولو بكيت عليه |
|
بقدره ما اشتفيت |
وقال في السالنامة : هذا النهر ينبع من قرية يقال لها جاغد يغين من أعمال عينتاب ويجري إلى حلب ، وقبل وصوله إليها بنحو ثلاث ساعات عند قرية تعرف بحيلان اقتطع منه قدر ثلثيه واتخذ له مجرى مخصوص بقناة مغطاة وأدخل إلى البلدة. وبعد حيلان يتصل بالبقية الباقية من النهر عين يقال لها عين التل وعين يقال لها عين البيضاء ، ويسقي الجميع بساتين حلب ، وما فضل منه يمر بقرية يقال لها خان طومان ، وبعد ذلك يغيض في أراضي المطخ.
وفي زمن الشتاء حين كثرة الماء وفيضانه تجتمع المياه بعد قرية يقال لها تل الطوكان وهي بعد قرية خان طومان وتشكل هناك بحيرة ، ومتى أقبل الصيف تجف. واسم هذا النهر