في القديم شالوس. وسبب تسميته بقويق أن أحد رؤساء عشائر التركمان واسمه قويق من أهل القرن الرابع أصلح مجاري هذا النهر في محال متعددة فنسب إليه (١).
الكلام على قناة حلب
قال في الدر المنتخب : وهذه القناة تأتي من حيلان قرية شمالي حلب وفيها أعين جمع ماؤها وسيق إلى المدينة. وقيل إن الملك الذي بنى حلب وزن ماءها إلى وسط المدينة وبنى المدينة عليها ، وهي تأتي إلى مشهد العافية تحت بعادين وتركب بعد ذلك على بناء محكم رفع لها لا نخفاض الأرض في ذلك الموضع ، ثم تمر إلى أن تصل إلى قرية بابلّى وهي ظاهرة في مواضع ، ثم تمر في جباب قد حفرت لها إلى أن تنتهي إلى باب القناة وتظهر في ذلك المكان ، ثم تمشي تحت الأرض إلى أن تدخل باب الأربعين وتنقسم في طرق متعددة إلى البلد. (قال) : ولأهل حلب صهاريج في دورهم يأتي إليها الماء من القناة ، إلا ما كان من الأماكن المرتفعة من البلد كالعقبة وقلعة الشريف فإن صهاريجهم من المطر ، وكان الذي حفرها أجراها إلى الكنيسة التي جددتها هيلانة التي هي المدرسة الحلاوية. قال : وقيل إن هذه القناة دثرت وإن عبد الملك بن مروان جددها في ولايته ، والذي أدخلها إلى حلب الشيخ الأمين ابن العصيصي الذي تغلب على قنسرين ، ولم يدخلها داره حتى لا يقال عنه إنه فعل ذلك لحظ نفسه ، وقيل إن هذه القناة إسلامية ، والصحيح أنها رومية وكانت لا تدخل في قديم الزمان إلا إلى الجامع فقط.
قال ابن شداد : وفي أيام نور الدين محمود بن زنكي أخرج منها قطعة إلى المطهرة التي هي غربي الجامع بسوق السلاح. قلت (القائل ابن الشحنة) : هذا السوق الآن سوق أمتعة وجانبه الغربي وقف على المدرسة الحلاوية وجانبه الشرقي وقف على الجامع. قال : وعمل منها قسطل إلى رأس الشعيبية ، وأخرج نور الدين قطعة أخرى منها إلى الخشابين وساق منها إلى الرحبة الكبيرة داخل باب قنسرين ، ثم انقطع ذلك كله بعد وفاة نور الدين ولم ندرك من القناة شيئا سوى قسطل الخشابين فقط.
__________________
(١) سيأتي في حوادث سنة ٧٣١ ذكر اتصال نهر الساجور بنهر حلب.