الأشجار ، فلما سمعوا هذه المناداة ما اتقوا ممكنا من الأذى والفساد فنهبوا حتى النساء والبنات والقماش ، وجرى على أهل دمشق من بيبغا أروس ما لم يجر عليهم من عسكر غازان لما دخل دمشق.
فلما جاءت الأخبار بذلك إلى السلطان علق الجاليش وتجهز للخروج إلى دمشق ، ثم عين الأمير عمر شاه وهو صاحب القنطرة وعيّن محمد بن بكتمر الساقي والأمير قماري الحموي بأن يخرجوا إلى الصعيد قبل خروج السلطان لحفظ البلاد من فساد العربان وصون الغلال ، فخرجوا من يومهم. ثم إن السلطان خرج من القاهرة قاصدا نحو البلاد الشامية فطلب طلبا عظيما وخرج معه من يذكر من الأمراء وهم الأمير طاز والأمير شيخو العمري والأمير صرغتمش والأمير أسندمر العمري وأخوه الأمير طاز والأمير جردمر والأمير قرابغا والأمير بنجاص والأمير قجا السلحدار والأمير طشتمر القاسمي والأمير سنقر المحمدي والأمير قطلوبغا الذهبي وبقية الأمراء المقدمين ، وكان مع السلطان الطبلخانات والعشراوات نحو ثمانين أميرا. ثم إن السلطان ترك في القاهرة الأمير قبلاي نائب السلطنة ومعه ثلاثة أمراء لصون المدينة ، ثم خرج السلطان من القاهرة سابع شهر شعبان وكان صحبته القضاة الأربعة والخليفة الإمام أحمد الحاكم بأمر الله ابن المستكفي بالله وسائر العسكر قاطبة ، فكان وصول السلطان إلى دمشق في شهر رمضان فنزل بالقصر الأبلق الذي بالميدان وصلى الجمعة في جامع بني أمية ، وكان الأمير بيبغا أروس لما بلغه وصول الملك الصالح إلى دمشق رحل عنها. ثم إن السلطان طلع إلى قلعة دمشق وأقام بها وأمر جماعة من الأمراء والعسكر بأن يتوجهوا خلف الأمير بيبغا ومن معه من النواب ، فخرجوا إليهم وتقاتلوا معهم ، فلما كان ثالث شهر شوال جاءت الأخبار من عند السلطان بأنه قد انتصر على الأمير بيبغا أروس وانكسر بيبغا وهرب إلى بلاد التراكمة وقبض على جميع من كان معه من النواب والعسكر ودخلوا بهم إلى دمشق وهم في جنازير وقيود وكان لهم في دمشق يوم مشهود لم يسمع بمثله ، ثم ذكر من قتل من هؤلاء الأمراء ومن شفع فيه إلى أن قال : وعاد السلطان إلى الديار المصرية فدخل القاهرة في أواخر شوال.
ثم قال ابن إياس في حوادث سنة أربع وخمسين : وفيها حضروا برأس الأمير بكلمش نائب طرابلس ورأس الأمير بيبغا أروس نائب حلب ورأس الأمير أحمد نائب حماة وكانوا هربوا من الملك الصالح لما توجه إلى الشام كما تقدم ، فلما هرب أولئك النواب توجهوا إلى