تبختر في كسا عدل وبذل |
|
مدبّجة التهائم والنجاد |
وفي محرابها داود منه |
|
يهذب حكمة آيات صاد |
تجاوزت النجوم فأين تبقى |
|
ترق فلا خلوت من ازدياد |
قال في الروضتين : قال ابن أبي طي : في سابع يوم من استقرار نور الدين بحلب اتصل خبر مقتل أتابك بصاحب أنطاكية البيمند ، فخرج في يومه بعساكر أنطاكية وقسم عسكره قسمين (قسما) أنفذه إلى جهة حماة وقسما أغار به على جهة حلب ، وعاث في بلادها ، وكان الناس آمنين فقتل وسبى عالما عظيما ، وتمادى حتى وصل إلى صلدي ونهبها. ووصل الخبر إلى حلب فخرج أسد الدين شيركوه فيمن كان بحلب من العسكر وجد في السير ففاته الفرنج وأدرك جماعة من الرجالة يسوقون الأسرى ، فقتلهم واستنقذ كثيرا مما كانت الفرنج أخذته ، وسار مجنبا عن طريق الفرنج إلى أن شن الغارة على بلد أرتاح واستاق جميع ما كان للفرنج فيه وعاد إلى حلب مظفرا.
وقال فيها أيضا : وردت الأخبار في أيام من جمادى الآخرة من السنة بأن ابن جوسلين جمع الإفرنج من ناحيته وقصد مدينة الرها على غفلة بموافقة من النصارى المقيمين فيها فدخلها واستولى عليها وقتل من فيها من المسلمين ، فنهض نور الدين صاحب حلب في عسكره ومن انضاف إليه من التركمان وغيرهم زهاء عشرة آلاف فارس ، ووقعت الدواب في الطرقات من شدة السير ، ووافوا البلد وقد حصل ابن جوسلين وأصحابه فيه فهجموا عليهم ووقع السيف فيهم ، وقتل من أرمن الرها والنصارى من قتل وانهزم إلى برج يقال له برج الماء فحصل فيه ابن جوسلين في تقدير عشرين فارسا من وجوه أصحابه ، وأحدق بهم المسلمون وشرعوا في النقب عليهم حتى تعرقب البرج ، فانهزم ابن جوسلين في الخفية من أصحابه وأخذ الباقون ، ومحق بالسيف كل من ظفر به من نصارى الرها واستخلص من كان فيه أسيرا من المسلمين ونهب منها شيء كثير من المال والأثاث والسبي ، وانكفأ المسلمون بالغنائم إلى حلب وسائر الأطراف.
وقال ابن الأثير : لما قتل زنكي كان جوسلين الفرنجي الذي كان صاحب الرها في ولايته غرب الفرات في تل باشر وما جاورها ، فراسل أهل الرها وكان عامتهم من الأرمن ، وواعدهم يوما يصل إليهم فيه ، فأجابوه إلى ذلك فسار في عسكره إليها وملكها وامتنعت عليه القلعة بمن فيها من المسلمين فقاتلهم وجد في قتالهم ، فبلغ الخبر نور الدين وهو بحلب