المشرق لا غيبوبتها عن العين . ثم استشهد عليه بجملة من الأخبار السابقة ، ثم نقل ما ظاهره المنافاة لها مما يأتي ، وقال بعده : فلا تنافي بين هذين الخبرين وبين ما اعتبرناه في غيبوبة الشمس من زوال الحمرة من ناحية المشرق ، لأنّه لا يمتنع (١) . . . . إلى آخر ما ذكره .
وأمّا الفقيه فلم نجد فيه ما يدل على صحة النسبة عدا ذكره بعض الأخبار الآتية (٢) ، بناءً على ما قدّمه في أوّل كتابه من أنّه لا يروي فيه إلّا ما يفتي به ويحكم بصحته (٣) .
وهو ـ بعد تسليمه ـ معارض بروايته فيه ما ينافي القول المزبور أيضاً ، فقال : وروى بكر بن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام : أنّه سأله سائل عن وقت المغرب ، فقال : « إنّ الله تبارك وتعالى يقول في كتابه لإِبراهيم عليه السلام ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ) (٤) فهذا أوّل الوقت ، وآخر الوقت غيبوبة الشفق » (٥) الخبر .
وهو ـ كما ترى ـ كالصريح بل صريح في عدم الاعتبار بغيبوبة الشمس عن النظر ، واشتراط شيء زائد من ظهور كوكب ، بل جعله بعض المحققين من أدلّة الأكثر ، قال : لأنّ ذهاب الحمرة المشرقية يستلزم رؤية كوكب غالباً (٦) . ولنعم ما ذكره .
___________________
(١) الاستبصار ١ : ٢٦٥ .
(٢) الفقيه ١ : ١٤٢ / ٦٥٦ ، ٦٦١ .
(٣) الفقيه ١ : ٣ .
(٤) الأنعام : ٧٦ .
(٥) الفقيه ١ : ١٤١ / ٦٥٧ ، التهذيب ٢ : ٣٠ / ٨٨ ، الاستبصار ١ : ٢٦٤ / ٩٥٣ ، الوسائل ٤ : ١٧٤ أبواب المواقيت ب ١٦ ح ٦ بتفاوت يسير .
(٦) كما نقله الحرّ العاملي أيضاً عن بعض المحققين . انظر الوسائل ذيل الحديث .