قال : « هو الجدي ، لأنه نجم لا يزول ، وعليه بناء القبلة ، وبه يهتدي أهل البرّ والبحر » (١) .
ونحوه آخر مروي فيه أيضاً في تفسيره (٢) .
وهي وإن كانت مطلقة ليس فيها التقييد بأهل العراق لكنّها خصّت بهم بقرينة الرواة ؛ لكونهم منهم ، لكنها مع ذلك لا تخلو من إجماع ، سيّما الروايات الأخيرة ، مع ضعف أسانيدها جملة بالإِرسال ، والضعف بالسكوني في المشهور بين الطائفة (٣) .
فإذاً العمدة هو استعمال قوانين الهيئة . وعليه لا يستقيم جعل الْاُمور الأخيرة علامات لأهل العراق على الإِطلاق ، كما نبّه عليه جماعة من المحققين (٤) ، فقيّدوا المشرق والمغرب بالاعتداليين ، حاكين له عن الأكثر ، وجملة منهم (٥) قيّدوا الجدي بحالة غاية ارتفاعه ، بأن يكون إلى جهة السماء والفرقدان إلى جهة الأرض ، أو غاية انخفاضه عكس الأوّل .
ومع ذلك فقالوا : إن بين العلامات الثلاث الْاُول اختلافاً واضحاً ؛ فإن العلامة الْاُولى ـ سواء قيد المشرق والمغرب بالاعتداليين ، أو كان المقصود أن
___________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٦ / ١٢ ، الوسائل ٤ : ٣٠٧ أبواب القبلة ب ٥ ح ٣ .
(٢) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٦ / ١٣ ، الوسائل ٤ : ٣٠٧ أبواب القبلة ب ٥ ح ٤ .
(٣) وقد وثقه الشيخ في العدة : ٣٨٠ ، وحكي عن المحقق في الرسالة العزّية أنه ثقة أجمع الأصحاب على العمل بروايته ، وحكاه عنهما في خاتمة الوسائل ٣٠ : ٢٣٠ ، ٢٣١ ، ٣١٨ ، ووثقه أيضاً المحقق الداماد في الرواشح السماوية : ٥٦ ، ٥٧ ؛ فضعفه من المشهورات التي لا أصل لها . ولمزيد الاطلاع راجع رجال السيد بحر العلوم ٢ : ١٢١ ـ ١٢٥ ، مفتاح الكرامة ٨ : ٢٥٦ ، تنقيح المقال ١ : ١٢٧ ـ ١٢٩ ، الكنى والألقاب ٢ : ٢٨٥ ، ٢٨٦ .
(٤) منهم الشهيدان في البيان : ١١٤ ، وروض الجنان : ١٩٦ ، والفاضل المقداد في التنقيح ١ : ١٧٤ ، والمحقق الثاني في جامع المقاصد ٢ : ٥٤ .
(٥) كالشهيد الثاني في روض الجنان : ١٩٦ ، والفاضل الهندي في كشف اللثام ١ : ١٧٤ .