رواية النهي في الثلاثة الْاُول ـ : إلّا أنه روى جماعة من مشايخنا ، عن الحسين ابن محمد بن جعفر الأسدي ـ رضي الله عنه ـ أنه ورد عليه فيما ورد من جواب مسائله عن محمد بن عثمان العمري ـ قدس الله روحه ـ : « وأمّا ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها فلئن كان كما يقول الناس : إن الشمس تطلع بين قرني الشيطان وتغرب بين قرني الشيطان ، فما أرغم أنف الشيطان بشيء أفضل من الصلاة ، فصلّها وأرغم أنف الشيطان » (١) .
وقال في الخصال ـ بعد أن روى عن عائشة وغيرها نصوصاً مستفيضة متضمنة لفعل النبي صلّى الله عليه وآله ركعتين بعد العصر وركعتين بعد الفجر ، كما في جملة منها ، وقوله صلّى الله عليه وآله : « من صلّى البردين دخل الجنة » يعني بعد الغداة وبعد العصر ، كما في بعضها ، ما لفظه ـ : كان مرادي بإيراد هذه الأخبار الردّ على المخالفين ؛ لأنّهم لا يرون بعد الغداة وبعد العصر صلاة ، فأحببت أن أُبيّن لهم أنهم قد خالفوا النبي صلّى الله عليه وآله في قوله وفعله (٢) .
ونحوه المفيد ـ رحمه الله ـ في كتابه المسمى بـ « افعل لا تفعل » حيث شنع على العامة في روايتهم عن النبي صلّى الله عليه وآله ذلك (٣) . ومال إليه جماعة من محققي متأخّري المتأخّرين (٤) .
وهو غير بعيد ، سيّما مع إطلاق بعض النصوص بفعل النوافل في الأخيرين ، ففي الخبر : « صلّ بعد العصر من النوافل ما شئت ، وبعد صلاة
___________________
(١) الفقيه ١ : ٣١٥ / ١٤٣١ ، الوسائل ٤ : ٢٣٦ أبواب المواقيت ب ٣٨ ح ٨ .
(٢) الخصال : ٦٩ ـ ٧١ / ١٠٥ ـ ١٠٧ ، الوسائل ٤ : ٢٣٧ أبواب المواقيت ب ٣٨ ح ١٠ ـ ١٢ .
(٣) لم نعثر في المصادر الرجالية على من نسب هذا الكتاب إلى المفيد ( رحمه الله ) ، وإنما الموجود فيها نسبته إلى أبي جعفر محمد بن علي بن النعمان الأحول الملقب بمؤمن الطاق ؛ انظر رجال النجاشي : ٣٢٥ ، الفهرست : ١٣١ ، معالم العلماء : ٩٥ ، الذريعة ٢ : ٢٦١ .
(٤) منهم الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان ٢ : ٤٦ ، ٤٧ ، صاحب المدارك ٣ : ١٠٨ ـ ١٠٩ .