اليسير .
( و ) مع ذلك ( هو ) أي هذا الحكم ( بناء ) أي مبني ( على توجّههم إلى الحرم ) كما يستفاد من النصوص الدالة عليه .
منها : الخبر : عن التحريف لأصحابنا ذات اليسار عن القبلة ، وعن السبب فيه ، فقال : « إن الحجر الأسود لما اُنزل به من الجنّة ووضع في موضعه جعل أنصاب الحرم من حيث يلحقه النور نور الحجر ، فهي عن يمين الكعبة أربعة أميال وعن يساره ثمانية أميال ، كله اثنا عشر ميلاً ، فإذا انحرف الإِنسان ذات اليمين خرج عن حدّ القبلة لقلّة أنصاب الحرم ، وإذا انحرف ذات اليسار لم يكن خارجاً عن حدّ القبلة » (١) ونحوه المرفوع (٢) .
والرضوي : « إذا أردت توجّه القبلة فتياسر مثل (٣) ما تيامن ، فإن الحرم عن يمين الكعبة أربعة أميال وعن يسارها ثمانية أميال » (٤) .
والمبني عليه ضعيف كما تقدم (٥) . وكذا النصوص الواردة هنا سنداً ؛ لرفع الثاني ، وإرسال الأوّل في التهذيب ؛ وضعفه في الفقيه ، لتضمّن سنده محمد ابن سنان ومفضّل بن عمر الضعيفين عند الأكثر ؛ والرضوي قاصر عن الصحّة ، وإنما غايته القوّة ، وهي بمجرّدها لا تصلح لمعارضة الاعتبار الذي ذكره الجماعة ، فما ذكروه لا يخلو عن قوّة .
ولذا توقف فيه في ظاهر الدروس (٦) ، كالماتن في ظاهر العبارة ، إلّا أنّ
___________________
(١) الفقيه ١ : ١٧٨ / ٨٤٢ ، التهذيب ٢ : ٤٤ / ١٤٢ ، علل الشرائع : ٣١٨ / ١ ، الوسائل ٤ : ٣٠٥ أبواب القبلة ب ٤ ح ٢ .
(٢) الكافي ٣ : ٤٨٧ / ٦ ، التهذيب ٢ : ٤٤ / ١٤١ ، الوسائل ٤ : ٣٠٥ أبواب القبلة ب ٤ ح ١ .
(٣) في المصدر : « مثلَيْ » .
(٤) فقه الرضا ( عليه السلام ) : ٩٨ ، المستدرك ٣ : ١٨٠ أبواب القبلة ب ٣ ح ١ .
(٥) في ص ٢٥٢ .
(٦) الدروس ١٥٩ .