مولده بمكّة ، ومهاجره بطيبة. ليس بفظّ ولا غليظ ولا سخاب (١) ولا مترنّن (٢) بالفحش ولا قول الخنا. وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّك رسول الله. وهذا مالي ، فاحكم فيه بما أنزل الله.
وفي روضة الكافي (٣) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ عهد إلى آدم.
ـ إلى أن قال ـ : فلمّا أنزلت (٤) لتّوراة على موسى ـ عليه السّلام ـ ، بشّر بمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
قال : فلم تزل الأنبياء تبشّر به ، حتّى بعث الله المسيح عيسى بن مريم فبشّر بمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ. وذلك قوله ـ تعالى ـ : «يجدونه» ، يعني : اليهود والنّصاري.
«مكتوبا» ، يعني : صفة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ. «عندهم» ، يعني : في التّوراة والإنجيل (٥). وهو قول الله ـ عزّ وجلّ ـ يخبر عن عيسى : «ومبشّرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد» (٦). وبشّر موسى وعيسى بمحمّد ، كما بشّر الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ بعضهم ببعض.
وفيه (٧) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان (٨) ، عن عليّ بن عيسى رفعه ، قال : إنّ موسى ـ عليه السّلام ـ ناجاه ربّه ـ تبارك وتعالى ـ.
فقال له في مناجاته : أوصيك ، يا موسى ، وصيّة الشّفيق المشفق بابن البتول ، عيسى بن مريم (٩). ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر ، الطيّب الطّاهر المطهّر. فمثله في كتابك ، أنّه [مؤمن] (١٠) مهيمن على الكتب كلّها ، وأنّه راكع ساجد راغب راهب. إخوانه
__________________
(١) كذا في المصدر ، وفي النسخ : سحاب ، يقال : وجدته مارث السخاب ، أي : وجدته مثل الطّفل لا علم له جمع سخب.
(٢) المصدر : متزيّن (متزيّن ـ خ ل)
(٣) الكافي ٨ / ١١٧ ، ضمن ح ٩٢.
(٤) المصدر : نزلت.
(٥) في المصدر بعدها : «يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر».
(٦) الصفّ / ٦.
(٧) الكافي ٨ / ٤٢ و ٤٣ ، ضمن ح ٨.
(٨) هكذا في المصدر. وفي النسخ : عمر بن سمان. وهو غلط.
(٩) المصدر : عيسى بن مريم صاحب الأتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب.
(١٠) من المصدر.