وقول الآخر : [البسيط]
١٠٥٨ ـ لو كان لي وزهير ثالث وردت |
|
من الحمام عدانا شرّ مورود (١) |
وقال الآخر : [الطويل]
١٠٥٩ ـ إذا أوقدوا نارا لحرب عدوّهم |
|
فقد خاب من يصلى بها وسعيرها (٢) |
وقول الآخر : [البسيط]
١٠٦٠ ـ إذا بنا بل أنيسان اتّقت فئة |
|
ظلّت مؤمّنة ممّن يعاديها (٣) |
وقول الآخر : [الرجز]
١٠٦١ ـ آبك أيّه بي أو مصدّر |
|
من حمر الجلّة جأب حشور (٤) |
وأنشد سيبويه : [البسيط]
١٠٦٢ ـ فاليوم قرّبت تهجونا وتشتمنا |
|
فاذهب فما بك والأيّام من عجب (٥) |
فكثرة ورود هذا ، وتصرّفهم في حروف العطف ، فجاءوا تارة بالواو ، وأخرى ب «لا» ، وأخرى ب «أم» ، وأخرى ب «بل» دليل على جوازه ، وأمّا ضعف الدّليل : فهو أنّهم منعوا ذلك ؛ لأنّ الضّمير كالتّنوين ، فكما لا يعطف على التّنوين لا يعطف عليه إلّا بإعادة الجارّ.
ووجه ضعفه أنّه كان بمقتضى هذه العلّة ألّا يعطف على الضّمير مطلقا ، أعني سواء كان مرفوع الموضع ، أو منصوبه ، أو مجروره ، وسواء أعيد معه الخافض ، أم لا كالتّنوين.
وأمّا القياس ، فلأنه تابع من التّوابع الخمسة ، فكما يؤكّد الضّمير المجرور ، ويبدل منه ، فكذلك يعطف عليه (٦).
__________________
(١) ينظر عمدة الحافظ ٦٦٤ البحر ٢ / ١٥٧ ، الدر المصون ١ / ٥٣٠.
(٢) ينظر : الإنصاف (٤٦٥) ، عمدة الحافظ (٦٦٣) ، المقاصد النحوية ٤ / ١٦٦ ، المفصل (٤٥٣) والبحر ٢ / ١٥٧ ، الدر المصون ١ / ٥٣٠.
(٣) ينظر عمدة الحافظ ص ٦٦٢ البحر ٢ / ١٥٧ ، الدر المصون ١ / ٥٣٠.
(٤) ينظر البحر ٢ / ١٥٧ ، الكتاب ١ / ٢. ٣ ، اللسان : أوب ، الدر المصون ١ / ٥٣٠.
(٥) البيت ينظر في الكتاب ٢ / ٣٨٣ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٠٧ ، وشرح المفصل ٣ / ٧٨ ، ٧٩ ، والمقرب ١ / ٢٣٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٦٣ ، وخزانة الأدب ٥ / ١٢٣ ، ١٢٦ ، ١٢٨ ، ١٢٩ ، ١٣١ ، والدرر ٢ / ٨١ ، ٦ / ١٥١ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٣٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٦٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٠٣ ، واللمع في العربية ص ١٨٥ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣٩ ، والإنصاف ص ٤٦٤ والدر المصون ١ / ٥٣١.
(٦) رجّح المصنّف رأي الكوفيين ، ونذكر هنا ما احتج به الكوفيون ، وما ذكره أبو البركات بن الأنباري في كتاب «الإنصاف» ؛ من ردّ البصريين على كلمات الكوفيين ، مرجحا مذهب البصريين ، خلافا للمصنف ، فقال : ـ