محلّ جزم لعطفها على المجزوم تقديرا.
والثّاني : أن تكون معطوفة على خبر «كان» ، أي : وإن كنتم لم تجدوا كاتبا.
والثالث : أن تكون الواو للحال ، والجملة بعدها نصب على الحال ، فهي على هذين الوجهين الأخيرين في محلّ نصب.
والعامة على «كاتبا» اسم فاعل. وقرأ أبي ومجاهد ، وأبو العالية (١) : «كتابا» ، وفيه وجهان :
أحدهما : أنّه مصدر أي ذا كتابة.
والثاني : أنه جمع كاتب ، كصاحب وصحاب. ونقل الزمخشريّ هذه القراءة عن أبيّ وابن عبّاس فقط ، وقال : «وقال ابن عباس : أرأيت إن وجدت الكاتب ، ولم تجد الصّحيفة والدّواة». وقرأ ابن عباس (٢) والضّحّاك : «كتّابا» على الجمع [اعتبارا] بأنّ كلّ نازلة لها كاتب. وقرأ (٣) أبو العالية : «كتبا» جمع كتاب ، اعتبارا بالنّوازل ، قال شهاب الدين : قول ابن عباس : «أرأيت إن وجدت الكاتب ... إلخ» ترجيح للقراءة المرويّة عنه واستبعاد لقراءة غيره «كاتبا» ، يعني أن المراد الكتاب لا الكاتب.
قوله : «فرهان» فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه مرفوع بفعل محذوف ، أي : فيكفي عن ذلك رهن مقبوضة.
الثاني : أنه مبتدأ والخبر محذوف ، أي : فرهن مقبوضة تكفي.
الثالث : أنّه خبر مبتدأ محذوف تقديره : فالوثيقة ، أو فالقائم مقام ذلك رهن مقبوضة.
وقرأ (٤) ابن كثير ، وأبو عمرو : «فرهنّ» بضم الرّاء ، والهاء ، والباقون «فرهان» بكسر الرّاء وألف بعد الهاء ، روي عن ابن كثير ، وأبي عمرو تسكين الهاء في رواية.
فأمّا قراءة ابن كثير ، فجمع رهن ، وفعل يجمع على فعل نحو : سقف وسقف. ووقع في أبي البقاء (٥) بعد قوله : «وسقف وسقف. وأسد وأسد ، وهو وهم» ولكنّهم قالوا : إنّ فعلا جمع فعل قليل ، وقد أورد منه الأخفش (٦) ألفاظا منها : رهن ورهن ،
__________________
(١) ونسبها ابن عطية ١ / ٣٨٦ ، إلى ابن عباس وانظر : البحر المحيط ٢ / ٣٧١ ، والدر المصون ١ / ١٨٥.
(٢) ونسبها ابن عطية ١ / ٣٨٦ إلى ابن عباس.
وانظر : البحر المحيط ٢ / ٣٧١ ، والدر المصون ١ / ٦٨٥.
(٣) السابق.
(٤) انظر : السبعة ١٩٤ ، والكشف ١ / ٣٢٢ ، والحجة ٢ / ٤٤٢ ، وحجة القراءات ١٥٢ ، وإعراب القراءات ١ / ١٠٥ ، والعنوان ٧٦ ، شرح الطيبة ٤ / ١٣٧ ، وشرح شعلة ٣٠٦ ، وإتحاف ١ / ٤٦٠.
(٥) ينظر : الإملاء لأبي البقاء ١ / ١٢١.
(٦) ينظر : معاني القرآن للأخفش ١ / ١٩٠ ـ ١٩١.