ولحد القبر ، ولحد ، وقلب النّخلة ، وقلب ، ورجل ثطّ وقوم ثطّ ، وفرس ورد ، وخيل ورد ، وسهم حشر وسهام حشر. وأنشد أبو عمرو حجة لقراءته قول قعنب : [البسيط]
١٢٩٣ ـ بانت سعاد وأمسى دونها عدن |
|
وغلقت عندها من قبلك الرّهن (١) |
وقال أبو عمرو : «وإنما قرأت فرهن للفصل بين الرهان في الخيل وبين جمع «رهن» في غيرها» ومعنى هذا الكلام أنما اخترت هذه القراءة على قراءة «رهان» ؛ لأنه لا يجوز له أن يفعل ذلك كما ذكر دون اتّباع رواية.
واختار الزّجّاج (٢) قراءته هذه قال : «وهذه القراءة وافقت المصحف ، وما وافق المصحف وصحّ معناه ، وقرأت به القرّاء فهو المختار». قال شهاب الدين : إن الرسم الكريم «فرهن» دون ألف بعد الهاء ، مع أنّ الزّجّاج يقول : «إنّ فعلا جمع فعل قليل» ، وحكي عن أبي عمرو أنه قال : «لا أعرف الرّهان إلا في الخيل لا غير». وقال يونس : «الرّهن والرّهان : عربيان ، والرّهن في الرّهن أكثر ، والرّهان في الخيل أكثر» وأنشدوا أيضا على رهن ورهن قوله : [الكامل]
١٢٩٤ ـ آليت لا نعطيه من أبنائنا |
|
رهنا فيفسدهم كمن قد أفسدا (٣) |
وقيل : إنّ رهنا جمع رهان ، ورهان جمع رهن ، فهو جمع الجمع ، كما قالوا في ثمار جمع ثمر ، وثمر جمع ثمار ، وإليه ذهب الفراء (٤) وشيخه ، ولكنّ جمع الجمع غير مطرّد عند سيبويه (٥) وجماهير أتباعه.
وأمّا قراءة الباقين «رهان» ، فرهان جمع «رهن» وفعل وفعال مطرد كثير نحو : كعب ، وكعاب ، وكلب وكلاب ، ومن سكّن ضمة الهاء في «رهن» فللتخفيف وهي لغة ، يقولون : سقف في سقف جمع سقف.
والرّهن في الأصل مصدر رهنت ، يقال : رهنت زيدا ثوبا أرهنه رهنا أي : دفعته إليه رهنا عنده ، قال : [الوافر]
١٢٩٥ ـ يراهنني فيرهنني بنيه |
|
وأرهنه بنيّ بما أقول (٦) |
وأرهنت زيدا ثوبا ، أي : دفعته إليه ليرهنه ، ففرّقوا بين فعل وأفعل. وعند الفرّاء رهنته وأرهنته بمعنى ، واحتجّ بقول همّام السّلوليّ : [المتقارب]
__________________
(١) ينظر : اللسان رهن ، الدر المصون ١ / ٦٨٦.
(٢) ينظر : معاني القرآن للزجاج ١ / ٣٦٨.
(٣) البيت للأعشى : ينظر ديوانه (٢٢٩) ، اللسان : رهن ، البحر ٢ / ٣٧١ ، الدر المصون ١ / ٦٨٦.
(٤) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ١٨٨.
(٥) ينظر : الكتاب لسيبويه ٢ / ٢٠٠.
(٦) البيت لأحيحة بن الجلاح ينظر اللسان : رهن ، الدر المصون ١ / د ٦٨.