١٣١١ ـ أشمتّ بي الأعداء حين هجرتني |
|
والموت دون شماتة الأعداء (١) |
ويقال : الإصر أيضا : العطف والقرابة ، يقال : «[ما] يأصرني عليه آصرة» أي : ما يعطفني عليه قرابة ولا رحم ؛ وأنشد للحطيئة : [مجزوء الكامل]
١٣١٢ ـ عطفوا عليّ بغير آ |
|
صرة فقد عظم الأواصر (٢) |
ويقال : ما يأصرني عليه آصرة أي : رحم وقرابة ، وإنما سمّي العطف إصرا ؛ لأن من عطفت عليه ، ثقل على قلبك كلّ ما يصل إليه من المكاره.
وقيل : الإصر : الأمر الذي تربط به الأشياء ؛ ومنه «الإصار» للحبل الشديد الذي تشدّ به الأحمال ، يقال : أصر يأصر أصرا بفتح الهمزة ، فأما بكسرها ، فهو اسم ، ويقال بضمّها أيضا ، وقد قرئ (٣) به شاذّا.
وقرأ أبيّ (٤) : «ربّنا ولا تحمّل علينا» بتشديد الميم.
قال الزّمخشريّ (٥) : «فإن قلت : أيّ فرق بين هذه التّشديدة والتي في (وَلا تُحَمِّلْنا)؟
قلت : هذه للمبالغة في حمله عليه ، وتلك لنقل حمله من مفعول واحد إلى مفعولين» انتهى.
يعني : أن التّضعيف في الأوّل للمبالغة ، ولذلك لم يتعدّ إلّا لمفعول واحد ، وفي الثانية للتّعدية ، ولذلك تعدّى إلى اثنين : أوّلهما : «نا» ، والثاني : ما لا طاقة لنا به.
فصل
قال مجاهد وعطاء وقتادة والسّدّيّ والكلبيّ وجماعة : المراد عهدا ثقيلا ومشاقّ لا نستطيع القيام به ، فتعذّبنا بنقضه وتركه (كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا)(٦) ، يعني : اليهود.
__________________
(١) ينظر : البحر ٢ / ٣٨٤ ، الدر المصون ١ / ٦٩٨.
(٢) ينظر : ديوانه (١٧٤) ، الدر المصون ١ / ٦٩٨.
(٣) وقد رويت قراءة الضم عن عاصم.
انظر : المحرر الوجيز ١ / ٣٩٤ ، والبحر المحيط ٢ / ٣٨٤ ، والدر المصون ١ / ٦٩٨.
(٤) انظر : البحر المحيط ٢ / ٣٨٤ ، والدر المصون ١ / ٦٩٨.
(٥) ينظر : تفسير الكشاف للزمخشري ١ / ٣٣٣.
(٦) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ١٣٦) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٦٦٦) وعزاه لعبد بن حميد عن مجاهد.
وأخرجه الطبري (٦ / ١٣٧) عن ابن عباس وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٦٦٦) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٦٦٦) وعزاه للطستي أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس ... فذكره.