أحدها : أنّه كالصّحيح ، فتفتح عينه مرادا به المصدر ، وتكسر مرادا به الزّمان والمكان.
والثّاني : أن يتخيّر بين الفتح والكسر في المصدر خاصّة ، كما جاء هنا : المحيض والمحاض ، ووجه هذا القول : أنّه كثر هذان الوجهان : أعني ، الكسر ، والفتح فاقتاسا.
والثالث : أن يقتصر على السّماع ، فيما سمع فيه الكسر ، أو الفتح ، لا يتعدّى. فالمحيض المراد به المصدر ليس بمقيس على المذهبين الأول والثالث ، مقيس على الثاني. ويقال : امرأة حائض ولا يقال : «حائضة» إلا قليلا ، أنشد الفرّاء : [الطويل]
١٠٧٩ ـ .......... |
|
كحائضة يزنى بها غير طاهر (١) |
والمعروف أنّ النّحويين فرّقوا بين حائض ، وحائضة : فالمجرّد من تاء التّأنيث بمعنى النّسب ، أي : ذات حيض ، وإن لم يكن عليها حيض ، والملتبس بالتّاء لمن عليها الحيض في الحال ، فيحتمل أن يكون مراد الشاعر ذلك ، وهكذا كلّ صفة مختصة بالمؤنّث نحو : طامث ومرضع وشبههما.
قال القرطبيّ : ويقال : نساء حيض ، وحوائض ، والحيضة : المرأة الواحدة. والحيضة بالكسر ، الاسم والجمع الحيض ، والحيضة أيضا : الخرقة التي تستثفر بها المرأة ، قالت عائشة : «ليتني كنت حيضة ملقاة» وكذلك المحيضة ، والجمع : المحائص.
وأصل الحيض السّيلان ، والانفجار ، يقال : حاض السّيل وفاض ، قال الفرّاء : «حاضت الشّجرة ، أي : سال صمغها» ، قال الأزهريّ : «ومن هذا قيل للحوض : حيض ؛ لأنّ الماء يسيل إليه» والعرب تدخل الواو على الياء ، والياء على الواو ؛ لأنّهما من حيّز واحد ، وهو الهواء.
ويقال : حاضت المرأة وتحيّضت ، ودرست ، وعركت ، وطمثت فهي حائض ، ودارس ، وعارك ، وطامث ، وطامس ، وكابر ، وضاحك. قال تعالى (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ) [يوسف : ٣١] أي : حضن ، وقال تعالى : (فَضَحِكَتْ) [هود : ٧١].
قال مجاهد (٢) : أي : حاضت ونافس أيضا ، والظّاهر أن المحيض مصدر كالحيض ،
__________________
(١) عجز بيت وصدره
رأيت ختون العام والعام قبله
ينظر المذكر والمؤنث للفراء (١٥٩) ، المفصل لابن يعيش (٥ / ١٠٠) ، الدر المصون ١ / ٥٤٣ ، واللسان (حيض) ، و (ختن).
(٢) ينظر : تفسير القرطبي ٣ / ٥٥.