(فَظَلَمُوا بِها) : فكفروا بها.
* * *
وهم الشريك
وتبقى مسألة التوحيد هي الأساس الثابت ، الذي يخاطب الله به عباده ويدعو نبيّه ليحاورهم فيه ، فيواجه الأفكار الوهمية التي تدعم الشرك ، ويقتحم المشاعر الخفية التي تحتضنه ، لأن هذه المسألة تشكّل الخط العام للحياة الذي تلتقي به كل الخطوط التفصيلية التي يريد الله للناس أن يتحركوا فيها.
(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ) من هؤلاء الذين تعبدونهم بمختلف وسائل العبادة وأشكالها ، وتعمقوا في دراسة خصائصهم الذاتية وطبيعة قدراتهم ، ولا تواجهوا المسألة معهم من موقع الألفة التي تحجب عن الإنسان الطبيعة المظلمة للأشياء ، أو من موقع التقليد الذي يستغرق الإنسان معه بالمقدّسات الموروثة بعيدا عن أي تفكير أو نقد موضوعي للأشياء ... وبادروا بدراسة حاجاتكم الملحّة المعقّدة وما أنتم فيه من مشاكل وآلام وأوضاع صعبة ، وقدموها إليهم فستلتقون بالحقيقة الصارخة : (فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ) وإزالته (وَلا تَحْوِيلاً) عنهم إلى غيرهم. لأنهم لا يملكون قدرة ذاتية من خلال العناصر الخاصة التي يتألف منها كيانهم المحدود ، بل لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا.
* * *