يكون أعلم الناس ، لا سيما في القضايا المتصلة بالجوانب العملية التي تتحرك فيها الرسالة؟
وكيف نفسر نسيان موسى عليهالسلام للحوت ، أمام الفكرة التي تقول إن النبي معصوم عن الخطأ والنسيان ، حتى في القضايا الحياتية؟
وكيف نواجه مسألة هذا الصبر النبويّ الذي ينفد أمام أيّة حالة غموض ، بعد أن أعطى كلمته للعبد الصالح ، أن يتبعه من دون أيّ سؤال؟
إنها علامات استفهام ترتسم أمام القارئ العادي للقرآن ، من خلال ما يملك من تفاصيل معينة في النظرة الإسلامية للشخصية النبوية. وربما نجيب عن هذه الأمور في تفاصيل تفسير الآية الآتية.
* * *
مع تفاصيل القصة
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) ، أي ملتقاهما. وقد قيل : هو الذي ينتهي إليه بحر الروم من الجانب الشرقي ، وبحر الفرس من الجانب الغربي. وهكذا كان يريد موسى عليهالسلام أن يصل إلى الموعد الذي يلتقي فيه العبد الصالح في النقطة التي قد توحي بها الآيات ، لأنها المنطقة التي يتمثل فيها سرّ الحياة. (أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) أي أو أظل في هذا السير وقتا طويلا حتى أصل إلى هذه الغاية ، (فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما) ووصلا إلى الغاية المبتغاة (نَسِيا حُوتَهُما) الذي اصطحباه ليأكلاه ـ كما يبدو ـ أو ليكون علامة على تلك النقطة ، ولكن هل كان ميتا ، أو مشويا؟ ربما يذكر المفسرون ذلك وربما يلاحظ البعض بأن الآية ليست ظاهرة في ذلك ، فإن