وفي ضوء ذلك ، قد يكون الأقرب للنهج القرآني وضع المسألة في دائرة الغيبيات التي أثارها القرآن في مواقع العقيدة ، كالوحي والنبوّة واليوم الآخر في عمق العقيدة ، والمعجزة في حياة الأنبياء ، فلا نضطر للجوء إلى التفسيرات البعيدة عن وجدان الإنسان العادي ، كما لاحظناه في ما قدمنا من تفسير مسألة الإسراء.
* * *
حجية الخبر الواحد وقضايا الدين
وقد نحتاج أمام هذه الأمور إثارة الفكرة القائلة بأن القضايا الدينية المتصلة بالمفاهيم والأوضاع المختلفة في أجواء الكون وأفعال الأنبياء وغير ذلك مما لا يتعلق بالأحكام الشرعية ، لا بد للالتزام بها من اليقين ، فلا يكفي فيها الظن الحاصل من رواية خاصة لم تبلغ حد التواتر ، وبذلك نستطيع التخلص من كثير من الروايات المتعلقة بالتفاصيل الدقيقة لخصائص الأوضاع ، وملكات الأشخاص ، وأسرار الواقع ، لنرجع الأمر فيها إلى أهلها ، أو لنأخذ منها بعض الإيحاءات والأجواء بعيدا عن جانب العقيدة.
وربما كان ضروريا أن يتوفر الباحثون في مسألة حجية الخبر الواحد ، في علم الأصول ، على إثارة المسألة بشكل واضح أمام الناس ، لأن المشكلة أن الكثيرين قد اعتمدوا على الروايات في الأمور الخارجة عن شؤون التشريع ، بالشروط نفسها التي اعتمدوا فيها على التشريع ، بل ربما تطور الأمر إلى التوسع في ذلك باعتماد الروايات الضعيفة ، مما أدّى إلى إيجاد ركام هائل من