لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) ، وخلاصتها أن الهدى والضلال خطّان فكريّان عمليان يتصلان بالإنسان في النتائج الجيّدة التي يمثلها الهدى ، أو في النتائج السيّئة التي يمثلها الضلال ، لأن الهدى يربطه بمواقع الخير في الدنيا والآخرة ، بينما يؤدّي به الضلال إلى مواقع الشر ، أو إلى الابتعاد عن مواقع الخير على الأقل ، الأمر الذي يوجب وصول النفع والضرر إليه. أما الله ـ سبحانه ـ فإنه لا تنفعه طاعة من أطاعه ولا تضره معصية من عصاه ، ولذلك ، فإن من المفروض أن يفكر الإنسان في المسألة بطريقة ذاتية تحسب حساب الربح والخسارة في الحياة من مواقع الذات ، كما يفكر بطريقة مبدئية منطقية ، الأمر الذي يعمق حسّ المسؤولية لديه من أكثر من جانب.
* * *
بين التقاليد الجاهلية والمفهوم الإسلامي
الحقيقة الثانية : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) وقد جاءت كلمة «وزر» في هذه الفقرة على سبيل الكناية عن الخطيئة التي يمارسها الإنسان ، أو الخطأ الذي يقوم به ، ولا يحمل غيره مسئولية ذلك أيّا كانت صفته أو طبيعة العلاقة التي تربطه به من قرابة وزوجيّة وغيرهما ، من دون فرق بين مجازاته في الدنيا ، أو في الآخرة.
وقد نستوحي من ذلك ، انسحاب المبدأ إلى الجانب المعنوي من العلاقات الخاصة والعامة ، كما في مسألة الشرف التي قد يراها البعض ، ممن يتحركون في أجواء الجاهلية العائلية أو القبلية ، خاضعة في الجانب السلبيّ لانحراف فرد من العائلة أو القبيلة ، فإذا أخطأت امرأة مثلا بعلاقة غير شرعية