(بِالْوَصِيدِ) : عتبة البيت أو فناؤه.
* * *
تدبير إلهي معجز
كيف هو موقع الكهف من الشمس؟ وأين محلهم فيه؟ وكيف يتمثلون في وضعهم العجيب في رقادهم؟
هذا ما تمثله الآيتان وتتناولانه ، للإيحاء بالتدبير الإلهي المعجز الذي أبقى الحياة في أجسادهم ، وألقى النوم في أجفانهم طيلة هذه المدة الطويلة للاعتبار بذلك في الانفتاح على الله ـ سبحانه ـ من موقع الإحساس بعظمته ، والخضوع لآياته.
(وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ) لو قدّر لك أن تكون هناك وتطّلع عليهم ، فإن الصورة ستبرز أمام ناظر وكل ناظر إليهم ، (تَزاوَرُ) أي تنحرف (عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ) ، فيقع نورها عليه ، فيتجدد جوّه من خلال نور الشمس ، (وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ) أي تعدل عنهم (ذاتَ الشِّمالِ) ، فيقع شعاعها عليه ، (وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) أي في مكان واسع منه ، فقد كان كبيرا وله كوّة ينفذ منها الهواء الطيب ونور الشمس ، فوقاهم الله بذلك من تأثير حرارة الشمس عليهم ، في ما يمكن أن تتأثر أجسادهم بذلك بتغيير ألوانهم أو ما يمكن أن تبلى ثيابهم به ... الأمر الذي يكسبهم حالة مميّزة في راحة الجسد وتجدّد الهواء في حركة الشروق والغروب.
(ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ) وعجائبه التي لم يألفها الناس في ما يشاهدونه من مظاهر الوضع الطبيعي لحركة الحياة في الإنسان ، في هذا التدبير المميز الذي استطاع أن يبقيهم أحياء في حالة نوم طويل ، من دون غذاء ولا ماء ، وفي ظل ظروف مميزة عجيبة وفرت للحياة الداخلية في الكهف ظروفا طبيعية تسمح