الشرعية ، ومن لزوم الحمل على الصحة ما دام ذلك محتملا بطريقة معقولة ، وإذا كان لا يجوز الحكم على أحد بدون دليل ، في داخل المحكمة أو في ساحة المجتمع ، فلا يجوز أيضا قبول الأخبار التي تتحدّث عن بعض خصوصياته إلا إذا كانت الأخبار مشتملة على العناصر الشرعية التي يخضع لها الموقف الشرعي في قبول الخبر أو رفضه ، أو التحفّظ عليه ، وهذا ما تحدث عنه القرآن الكريم والسنّة المطهّرة ، وفصّله الفقه الإسلامي في مجالاته الاجتهادية.
* * *
الوسائل المشروعة للمعرفة
وخلاصة الفكرة أن الإسلام يريد للحياة الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية أن تتحرك على أساس العلم ، الذي يستمد وسائله من حركة الحواس وحركة العقل في مجال المعرفة ، في واقع الفرد والمجتمع ، وفي واقع الحياة العامة والخاصة.
(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) وذلك باعتبار أن هذه هي وسائل المعرفة الحسية والعقليّة التي تعتبر الحجة على الحقيقة ، فيسأل السمع عما سمع ، وكيف سمع ، وما النتائج الصحيحة لذلك؟ ويسأل البصر ، عما رأى ، وكيف رأى ، وما النتائج؟ ويسأل الفؤاد ـ وهو العقل ـ عما وعاه من حقائق الحياة التي ترصدها الحواس الخمس وتكتشفها الملاحظة ، وكيف كانت تفاصيل وعيه ، وكيف استطاع أن يحتوي ذلك كله ليحوله إلى معادلة عقليّة ثابتة كأساس للمعرفة والإيمان؟
إن الله سيسأل هذه الوسائل الداخلية والخارجية عن طبيعة النتائج التي