بعض ممارساته العملية ، أو إمهال البعض في الدخول في الإسلام ، وما شابه ذلك ، مما لا يدخل في أيّ لون من ألوان الافتراء على الله ، في الكلمة أو في المضمون أو في توجيه العمل إلى غير وجهته.
* * *
النبيّ الصادق الأمين
وهذا حديث عن الأساليب التي كان المشركون يمارسونها مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، من أجل الانحراف به عن الخط الصادق في تبليغ وحي الله إلى الناس بكل دقّة من دون زيادة أو نقصان. فقد كان الصادق الأمين الدّقيق في قول الحق والانسجام معه ، مهما كانت طبيعة هذا الحق الذي يريد نقله إلى الناس ، من ناحية مضمونية أو عاطفية أو ذاتية ، فكيف لا يكون صادقا في كلام الله؟! ولكن المشركين كانوا يجادلونه كي ينحرف عما أنزله الله ، ليسلك اتجاها آخر في كلمات يصوغها لتقترب من أفكارهم. وكانت المحاولة تفشل ، ولكنهم ـ على ما يظهر ـ لم يتراجعوا ، بل كانوا يصرّون على تجديد المحاولة ، بتغيير الأساليب التي تخاطب فيه الجانب العاطفي الحميم ، وكانوا يعملون على الضغط عليه بواسطة أقربائه ومنهم عمه أبو طالب الذي كان السفير بينه وبينهم ، ولكن النبي لم يتراجع عن موقفه ، بل تابع الصلابة في الموقف ، إلى جانب المرونة في الأسلوب بالكلمة الحلوة واللفتة والنظرة ، والبسمة والحركة ، من دون أن يقدم أيّ تنازل ، وذلك ما توحي به الكلمة الحاسمة التي قالها لعمه (أبي طالب):
«والله ـ يا عم ـ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ، ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه».