بالظلم والتعدي ، يستفاد ذلك من عطفه على الإفساد عطف تفسير. وهو شبيه بقوله تعالى في حديثه عن فرعون : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) [القصص : ٤].
(أُولِي بَأْسٍ) : البأس والبأساء : الشدة والمكروه.
(فَجاسُوا) : الجوس : التخلل في الديار. يقال : تركت فلانا يجوس بني فلان ، ويجوسهم ويدوسهم أي يطأهم. قال أبو عبيد : كل موضع خالطته ووطأته فقد حسته وجسته. قال : وقيل : الجوس طلب الشيء باستقصاء (١).
(الْكَرَّةَ) : الرجعة.
(نَفِيراً) : النفير : العدد من الرجال.
(وَلِيُتَبِّرُوا) : والتتبير : من التبار وهو بمعنى الهلاك والدمار.
(لِيَسُوؤُا) : من المساءة ، يقال أساء زيد فلانا إذا أحزنه.
(حَصِيراً) : حابسا.
* * *
بنو إسرائيل وسنن التاريخ
وكان من حديث الله لبني إسرائيل ـ في ما أوحاه إلى موسى في الكتاب ـ أنه أجرى الحياة على سنّة اجتماعية ، تخضع لها كل المجتمعات في عملية العلو والسقوط ، وفي حركة التقدم والتأخر. فالاستغراق في الفساد ، والامتداد
__________________
(١) الطبرسي ، أبو علي ، الفضل بن الحسن ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، دار إحياء التراث العربي ، ط : ١ ، ١٤١٢ ه ـ ١٩٩٢ م ، ج : ٦ ، ص : ٥١٥.