عبادته ، على أساس النظرة السطحية التي تنسب بعض الأشياء إلى مقارناتها ، أو إلى الجهات المتصلة بها بشكل مباشر.
وقد أخبر الله بني إسرائيل ، بما سيحدث لهم في مستقبل أمرهم من بلاء وتدمير ، بسبب ما يصدر عنهم من علوّ واستكبار ، وجعل ذلك خطا عمليا مستمرا مع الحياة ضمن القانون الإلهي التكويني الذي يربط الظاهرة السلبية أو الإيجابية بأسبابها الكونية. وهذا ما نحاول أن نثيره في معرض تفسير الآيات الآتية.
* * *
بنو إسرائيل والإفساد في الأرض
(وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) أي عهدنا إليهم وأعلمناهم بشكل حاسم لا شك فيه ، مما نحيط به علما من حوادث المستقبل المتصلة بحياتهم ، والمتحركة من خلال الأسباب الطبيعية الموجودة في الواقع الزمني المقبل. (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) أي لتفسدن حياة الناس بالكذب والنفاق والغش والخداع والظلم والكبرياء والبغي بغير الحق ، على مستوى الاجتماع والاقتصاد والفكر والعقيدة والسياسة والسلوك ... (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) من خلال الشعور المعقّد بالتفوق على الناس المرتكز على أسطورة شعب الله المختار التي تغذي لديهم الشعور بالاستكبار والعلوّ الذاتي على الآخرين ، الأمر الذي يؤسس لاستضعاف كل من عداهم وإهدار كراماتهم ، وتدمير أوضاعهم على جميع المستويات.
إنها نبوءة المستقبل التي توحي إليهم بأنهم سينحرفون عن تعاليم الكتاب ، الذي يريد لهم أن يتخذوا مفاهيمه وشريعته قاعدة لبناء الحياة على أسس ثابتة لا على أسس مهتزة ، ومنهجا لإصلاحها لا لإفسادها ، ولكنها