يرتبطون به من علاقات ، وما يعتنقونه من عقائد وأفكار.
وقد يسأل البعض عن هذه الخصوصية في جعل الكتاب هدى لبني إسرائيل في حين نعرف أنه هدى للناس جميعا ، ولهذا كان موسى من أولي العزم ، الذي كانت رسالته لا تقتصر على جماعة دون جماعة ، ولا تنحصر في مكان معيّن ، أو زمان معيّن؟
والجواب عن ذلك ، أن الحديث عن بني إسرائيل قد يكون على أساس أنهم قاعدة الانطلاق في حركة الرسالة ، فهم الجماعة الأولى التي جاء موسى عليهالسلام ليخلصها من ظلم فرعون ، كمقدمة لتخليص الناس الآخرين من ظلمه وظلم أمثاله على أساس الشريعة. وتلك هي السنّة الطبيعية لكلّ نبيّ أو مصلح ، في ما يحمله من رسالة الوحي أو الإصلاح ، فإنه يتحرك من قاعدة محدودة ، وهي قاعدة قومه أو محيطه ، لينطلق منها إلى الآخرين.
* * *
حركة الاستقامة
(أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً) والوكيل هو الذي يكفل إصلاح الشؤون العامة أو الخاصة لموكله ، ويعمل على تدبير أموره وقضاء حوائجه ، ونحو ذلك مما يمكن استعارته أو الكناية به عن الربّ الذي يتولى مهمّة الإنسان في كل شؤونه وقضاياه ، وبذلك تكون هذه الفقرة تعبيرا عن النهي عن اتخاذ غير الله ربّا ، كبديل عن الله أو كشريك له ، وهذا هو معنى التوحيد الذي يؤكّد الإيمان بالله الواحد على مستوى العقيدة والعمل بتوحيد العبادة والطاعة ، وعلى مستوى الخط بتوحيد الشريعة والمنهج العملي الشامل في الحياة. وبذلك تكون الكلمة عنوانا لكل ما أوحاه الله لرسله من التفاصيل. وهذا ما حدثنا القرآن عنه في الشعار الذي كان يطرحه الأنبياء كعنوان لدعواتهم للناس ،