شروط واقعية لتجنب السلبيات
(وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ) ويطلبه في واقع أمره ، تخلّصا من حالات الترقب والانتظار والتفكير ، التي تربطه بالمستقبل الذي قد يأتي بعد وقت طويل ، وبذلك يقع في كثير من الخسائر والهزائم والمشاكل ، لأنه لم ينتظر الشروط الواقعية التي تنقذه منها أو من سلبيتها ، أو تبدّلها إلى حالات أفضل. (دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) كما يدعو بالخير في شوق ولهفة واستعجال ليحصل على لذته ومنفعته في أقرب وقت. ولكن الإنسان لا يعي ما معنى استعجال العذاب الذي يدمّر مصيره ، ويحطّم كل معنى للحياة فيه ، ولذلك يظل سادرا في غيّه ، فيرى أنه لا يمثل الحقيقة لأنه اعتاد على أن يكون مقياسها السرعة في الوجود بشكل مباشر.
* * *
بين العجلة ومنطق الواقع
(وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) تلك هي طبيعته التي يتحرك من خلالها ، وهي الأساس للكثير من أخطائه وانحرافاته ومشاكله التي يتخبّط فيها ، ولكن ذلك لا يعني أنها الطبيعة الثابتة المتصلة بالتكوين الذاتي لوجوده ، بحيث يكون التخلص منها تخلّصا من جزء من ذاته ، بل هي الطبيعة المتحركة الناشئة من ارتباطه بعالم الحسّ في حركة حياته ، فيمكن لها أن تهتز وتتراجع إذا أخذ الإنسان بأسباب الفكر ، وتعامل مع الحياة بمنطق الواقع ، ودرسها من خلال سنن الله في الكون التي تفرض الانتظار سنة في بعض الأمور ، وعدة سنين في