سورة الكهف بين الاسم والمضمون
وهذه سورة مميّزة بما اشتملت عليه من قصص ذات صفة عجائبية ، وهي تنسج من ألوان الغيب العديدة ما يجعل القصص محاطة بغموض حسيّ كبير ، كما تحمل من الإيحاءات المتنوعة ما يبرز بوضوح حركة الفكرة التوحيدية سواء على مستوى العقيدة أو على مستوى الحياة ، أو على خط التربية الروحية والعملية للإنسان ، في ما يريد الله أن يثيره من خلال النظرة ، أو من خلال أحداث القصة.
ولا شك أن قصة أهل الكهف تثير الغرابة في حوادثها ، لخروجها عن المألوف ، فقصة هؤلاء تمثل عودة الروح والحياة لهؤلاء القوم الذين فرّوا بدينهم من الضلال ، واستفاقوا من جديد بقدرة الله بعد زمن طويل ، ليكونوا عبرة لجيل آخر ، وآية لأجيال أخرى. ولعل تسمية السورة بالكهف تحمل لونا من ألوان الإثارة للتفكير في أجواء الغيب ، ليتأكد للمؤمن ما يريده القرآن من تعميق الإيمان بالغيب في وجدانه الروحي.
وتبقى للسورة حركتها في التأكيد على عقيدة التوحيد القائمة على نفي الولد ، ومواجهة التصور المنحرف الذي يريد أن يسبغ خصوصيات البشر على الله ، من خلال بعض الانطباعات الساذجة التي تحاول أن تستغرق في استيحاء