ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال (١).
* * *
التكافل الاجتماعي في المجتمع المسلم
في هذه الآيات حديث عن التوازن في تحريك المال وتوجيهه نحو المواقع التي أراد الله للإنسان أن ينفقه فيها ، وتخطيط للأسلوب الأخلاقي الذي يواجه به الإنسان الحالات الصعبة لبعض الناس المحتاجين للعون من دون أن يستطيع القيام بأيّ شيء تجاهها ، ليعيش المشاركة الشعورية حيث لا يملك المشاركة بالمساعدة المالية.
(وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) في ما فرضه الله له من الحق ، أو ما تقتضيه طبيعة العلاقة الخاصة من حق طبيعي. والمراد بذي القربى ـ على ما يبدو ـ الذي يرتبط بالإنسان برابطة القرابة التي تفرض حقوقا واجبة تجاه بعض الأقرباء كالأبوين والأولاد ، أو حقوقا مستحبة كصلة الرّحم بين الأقرباء. وهناك تفسير آخر ذهب إليه السدي ، وهو أن المراد به قرابة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك لما روي عن الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) عليهالسلام ، أنه قال لرجل من أهل الشام ، حين بعث به عليهالسلام عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية : أقرأت القرآن؟ قال : نعم. قال : أما قرأت (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)؟ قال : وإنكم ذوو القربى الذين أمر الله أن يؤتى حقه؟ قال : نعم. وهو الذي روي عن الإمامين الباقر والصادق عليهمالسلام (٢) (وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ) من خلال ما فرضه الله لهما من الزكاة وغيرها.
__________________
(١) الكافي ، ج : ٥ ، ص : ٦٥ ، رواية : ١.
(٢) مجمع البيان ، ج : ٦ ، ص : ٥٣١.