القيامة ، ينذر به الكافرين به وبرسله وبكتبه ، والمنحرفين عن دينه القويم في العقيدة والعمل ... (وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ) فيقرنون الفكر بالطاعة لكي يصلح أمرهم وحياتهم من خلال الشريعة الحقة. (أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً) حين يدخلهم الله جنته ، ليعيشوا النعيم الخالد والرضوان الإلهي فيها. وهذا هو الأجر الحسن الذي ينتظره المؤمنون العاملون ، في تطلعاتهم المستقبلية ، وفي أشواقهم الروحية. (ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) فهو النعيم الخالد الذي لا خروج منه ولا فناء له. وذلك هو الفرح الأبدي الذي يعيشه المؤمنون في أشواقهم وتطلعاتهم في الدنيا ، وفي عيشهم في الآخرة.
* * *
الانعكاسات السلبية للشريك في حياة الإنسان
(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) في إنذار خاصّ يضغط على حالة الانحراف التصوري في العقيدة ، في نسبة الولد إلى الله ، سواء في ذلك ما كانوا يقولونه عن الملائكة إنهم بنات الله ، وعن الجن في تعبير مماثل ، وعن السيد المسيح إنه ابن الله ، كما يقولون عن عزير مثل ذلك. وقد كرر الإنذار وخصّصه ، للإيحاء بخطورة هذه الفكرة على مجرى الحياة العملية للإنسان ، في انفعاله الوجداني ببعض المخلوقات ، وادّعاء صلتها بالله بطريقة تبتعد عن صفاء التوحيد ، وتسيء إلى عظمة الله التي تفرض تنزيهه عن مشابهة المخلوقين ، وذلك ممّا لا يتناسب مع كماله وجلاله ـ وتؤدي بالإنسان إلى الخضوع للمخلوق بنسبة قريبة من خضوعه للخالق ، فيتألّه في نفسه ، وينعكس ذلك على مجرى حياته ، وعلى حركة الخرافة في عمق ذاته ، وسيطرة الجهل على قناعاته.
* * *