إنتاج الأسلحة المدمّرة ، وعلى بعض المشاريع العلمية التي قد تؤثر على الحاجات الضرورية للحياة الإنسانية. وبذلك لا تكون المشكلة فقدان الموارد الطبيعية الكافية للإنسان ، بل في توجيهها إلى غير وجهتها الحقيقية.
وربما احتاج الإنسان في ظل الظروف الطارئة إلى نوع من تنظيم النسل لتحقيق بعض الأهداف المرحلية لمصلحة الحياة من حوله ، أو لتأكيد بعض مواضع القوّة للإسلام وللمسلمين ، ولكن ذلك لا يعتبر حالة طبيعيّة شاملة ، بل يبقى في حجم المرحلة من حيث الكمية والنوعية ، تماما كما هي العناوين الثانوية التي تجمد الحكم الشرعي في نطاق الظروف الطارئة التي تتحرك فيها تلك العناوين.
* * *
هل الآية تشير إلى وأد البنات؟
وقد حاول بعض المفسرين أن يجعل النهي في الآية عن قتل الأولاد ، إشارة إلى وأد البنات الذي كان معروفا في الجزيرة العربية. وهذا ما ذكره الزمخشري في تفسير الكشاف حيث قال : «قتلهم أولادهم هو وأدهم بناتهم ، كانوا يئدونهن خشية الفاقة ، وهي الإملاق ، فنهاهم الله وضمن لهم أرزاقهم» (١).
ولكننا نلاحظ أن الآيات التي تعرضت لوأد البنات كانت تعالج المسألة من ناحية خوف العار الذي قد يحدث للآباء كنتيجة لوقوع الأنثى في الأسر أثناء حروبهم ، لا من جهة خوف الفاقة ، وهو ما نستوحيه من الآية الشريفة
__________________
(١) الزمخشري ، أبو القاسم ، محمود بن عمر ، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ، دار الفكر ، ج : ٢ ، ص : ٤٤٧.