مناسبة النزول
كان المشركون يؤذون أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمكة ، فيقولون : يا رسول الله ، ائذن لنا في قتالهم ، فيقول لهم : إنّي لم أؤمر فيهم بشيء ، فأنزل الله ـ سبحانه ـ (وَقُلْ لِعِبادِي) الآية ـ ـ عن الكلبي (١).
* * *
الكلمة المناسبة في الحوار
كيف تكون الكلمة التي يطلقها الإنسان في الحوار أو التخاطب الاجتماعي؟ هل هي الكلمة التي يوحي بها المزاج ، في لحظة انفعال ، أو نزوة هوى ، أو هي الكلمة التي يخطط لها العقل ، ويحرّكها الإيمان؟؟
إن للكلمة مدلولها في حسابات الفعل وردّ الفعل ، وأثرها السلبي أو الإيجابي في حركة
العلاقات الخاصة والعامة ، وفي إثارة المشاكل أو في حلّها ... وهذا ما يريد القرآن توجيه الإنسان إليه في دراسة الفكرة التي يريد أن يحركها في المجتمع ، ليختار الفكرة الأفضل التي تفتح القلوب على المحبة ، والمشاعر على الرحمة ، والعقول على الخير والحقيقة. ثم يدرس الكلمة الأحسن التي لا تختزن الحساسيات المعقّدة ، ليقول الكلمة الأحسن في اللفظ والمدلول. ولا بد له ـ في ذلك ـ من دراسة المسألة من جميع جوانبها بطريقة مقارنة ، ليرفض السيّئ والأسواء ، ويختار الحسن والأحسن.
* * *
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٦ ، ص : ٥٤٤.