لا بد للمنطق التقديسي من موازين دقيقة
وربما كان علينا أن نعطي الأشياء حجمها الطبيعي في الدائرة الإنسانية عند ما تتصل المسألة بتعظيم إنسان مّا ، إذ لا بد من أن ندخل في عملية تقييم دقيقة للمنطق التقديسي من خلال الخصائص المميزة ، لنعرف ـ جيّدا ـ هل هي متصلة بالذات في جوانب العظمة في عالم الأسرار ، أو هي متصلة بالدور في مواقع الحركة للرسالة أو للرسول أو للوليّ ... وبذلك نبتعد عن التضخيم الذي يقودنا إلى الغلو في الشخصية إذ نمنحها ما ليس فيها ، وبالتالي إلى الانحراف في العقيدة والعمل.
ولعلنا إذا درسنا الكثير من التصورات الفكرية في العقيدة للأشخاص وللأحداث ، لرأينا أننا في تقويمنا لها نحمّلها أكثر مما تتحمل ، وأننا لا نملك الكثير من الأسس العلمية ، أو المصادر الموثوقة لكثير من هذه التصورات والانطباعات ، تماما كهؤلاء الذين بلغ انحرافهم في الجانب الشعوري الغامض المتعلق بالأشخاص والأشياء إلى الموقع الذي جعلوهم فيه أبناء لله من دون أساس علميّ ثابت.
* * *
مصير الإنسان مرتبط بصوابيّة تصوراته لله تعالى
(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) لأنها الكلمة التي تسيء إلى موقع الله في الوجدان ، وموقعه في ذاته ، وتنحرف بالإنسان عن التوازن في فهم مسألة الألوهية. وهذا ما يعطي الكلمة الخطورة السلبية ، لأنها تتعلق بالعقيدة في الله