السببيّة في الأشياء التي تربط المسببات بأسبابها ، في تدبير الله لحركة الإنسان والحياة ، باعتباره السبب الأعمق لكل الأشياء.
* * *
حالهم في الكهف
(وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) قيل ، إنهم كانوا مفتوحي الأعين حال نومهم كالأيقاظ.
(وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ) وذلك بتحريكهم من اليمين إلى الشمال ، ومن الشمال إلى اليمين ، لئلا تأكلهم الأرض ، ولا تبلى ثيابهم ، ولا تبطل قواهم البدنية بالركود والخمول طول المكث.
(وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) أي بفناء الكهف ، تماما كما لو كان جالسا في حالة استرخاء وتطلّع وانسجام وحراسة.
(لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) لأن طبيعة المنظر العجيب الذي لا عهد للبشر به ، يوحي للناظر بأن هناك أسرارا خفيّة مفزعة تختفي وراء هذا المنظر الغريب ، تماما كما لو كانت هناك أشباح أو أسرار تثير الرغبة في الفرار ، وتدفع إلى الخوف حذرا من النتائج المخيفة ، والمنظر المرعب.
* * *