الآية
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَساراً) (٨٢)
* * *
معاني المفردات
(خَساراً) : خسرانا وفشلا.
* * *
الأمراض الروحية والفكرية
في القرآن أكثر من حديث عن المرض الروحي والفكري ، الذي يترك آثاره سلبيا على حركة الإنسان في الحياة ، ويبعده عن الوضع الطبيعي الذي يتمثل بالفطرة الإنسانية الهادية التي تقوده إلى خط التوازن ، وتجعله يواجه المشاكل الفكرية بالتأمّل والبحث والحوار ، فلا يضيق بأيّة مشكلة تواجه قناعاته ، ولا يتجمّد أمام حالة تعصب ، ولا يرتبك في قرارته أو يعيش حالة الحيرة ، بل يتعامل مع المسألة الفكرية من موقع المسؤولية عل مستوى القناعة والموقف. ومن هنا ، كان النفاق مرضا في القلب وفي الواقع ، كما كان الكفر كذلك ، لأن الكفر يمثل الانحراف عن خط التوحيد ، من خلال عدم الارتفاع إلى مستوى مسئولية الفكر المنطلق من مواقع الحجة ، والاستسلام للمزاج الذاتي الباحث عن التنفيس عن عقدته بالهروب إلى أجواء اللامبالاة بعيدا عن الحوار. أما النفاق ، فإنه يمثل الخلل النفسي الذي يعيش فيه الإنسان التذبذب