يسمعونه وما يقرءونه ويفكرون به ، ليحققوا عطاء المعرفة من خلال سعة العلم ، وعمق الفكرة ، وحيوية التجربة.
* * *
إحاطة شاملة
(إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) في ما يسمع من السرّ وأخفى من وساوس الصدور وهمسات الشعور ، وما يراه من مخلوقاته الخفية في ظلمات البر والبحر ، وفي آفاق الفضاء ، مما لا تراه العيون ، ولا تلتقي به الحواسّ. وهذا تعبير عن إحاطته بالأشياء على سبيل الكناية بما يمثله السمع أو البصر من وسيلة المعرفة ، باعتبارهما المصدر الأصيل لأكثر المعلومات. فإذا كان الله هو المحيط بالأشياء ، فإنه الذي يملك تسهيل الإحاطة بها لعبده من خلال القدرة المطلقة عليها من جميع الجهات.
وربما كان التأكيد على هاتين الصفتين باعتبار أنه قد سمع من عبده ما عبّر به من إخلاصه وتوحيده له ، ورأى من خشوعه وخضوعه وعبادته وإطاعته ما جعله يمنحه من لطفه ورعايته ، ليريه من آياته الكبرى كمظهر من مظاهر التكريم ، والله العالم.
* * *