التجربة القاسية التي تبتعد بهم عن الاتجاه الصحيح إذا سقطوا أمامها ، ليحافظوا على جدّيتهم في خط الالتزام ، ورساليتهم في خط الدعوة إلى الله ، وانضباطهم في حركة الممارسة ، وليكونوا القاعدة التي تغير المجتمع بدلا من أن تكون جزءا منه.
* * *
سؤال وجواب
وربما يتصور البعض من العاملين أن الاندماج في المجتمع المترف يساعد على ربح مواقع متقدمة للإسلام ، وذلك لما يفتح لهم ، من خلالهم ، من آفاق ثقافية واجتماعية وسياسية ، مما يعطي الإسلام قوّة جديدة في مواجهة الكفر. وقد يساهم ـ إلى جانب ذلك ـ في الاستفادة من إمكاناتهم الاقتصادية في تشجيع المشاريع الخيرية العامة ، التي يقوم بها العاملون من أجل حل المشاكل الاجتماعية المعقّدة ، مما ينعكس إيجابا على حياة المستضعفين الذين يستفيدون من الخدمات التي تقدمها تلك المشاريع لهم.
ولكن هذا التصور ليس دقيقا ، بل يحمل بعض الخلل في تفاصيله ، لأن المسألة التي يثيرها القرآن الكريم ، في ما نريد أن نستوحيه من علاقات الداعية بالناس ، هي قضية عدم الاندماج في المجتمع المترف اللاهي ، البعيد عن روحية الإيمان وفكره ، وإهمال المجتمع المؤمن المستضعف الذي يحمل مسئولية الدعوة في خط الإسلام ، لأن ذلك يؤدي إلى كثير من السلبيات على صعيد مصداقية الداعية ، ومسئوليته الإسلامية ، وروحانيته الإيمانية ، وتحوّله إلى شخصية اجتماعية ، تتحرك من خلال قيم المجتمع المنحرف ، وتمنحها شرعية إسلامية من خلال الموقع الرسمي.
* * *