بامتداد الحياة. إنها قدرة الله التي لا يعجزها شيء.
* * *
آيات للتفكر
(مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ) من خلال تتطلبه الهداية الإلهية من الأخذ بأسبابها في توجيه الفكر إلى التأمل ، وتقوية الإرادة على الالتزام بالموقف ، ومواجهة القضايا بالمسؤولية والجدّية ، بالإضافة إلى ما يثيره الله ـ سبحانه ـ في روح الإنسان السائر في طريق الهداية من ألطاف روحيّة ، ولمعات فكرية ، تمنحه القوّة والثبات في مواصلة السير على هذا الخط. وهذا ما يريده الله للإنسان ، في انفتاحه على آيات الله التي تثير فيه التساؤل ، وتدفعه إلى البحث ، وتقوده إلى التفكير ، وتوحي له بالقناعات الحاسمة ، لأن هذه المقدمات لا بد من أن توصل إلى النتائج المطلوبة.
(وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً) لأن ضلال الإنسان يخضع للفكر اللامسؤول ، الذي يواجه قضايا الفكر والعقيدة والحياة بطريقة غير جدّية ، ويبقى في أجواء العبث واللهو واللامبالاة ، وبذلك يبتعد الإنسان عن مواقع الهدى في الحياة ، فلا يجد له معينا على السير في الاتجاه الصحيح ، ولا مرشدا يدلّه على طريق الصواب ليضع أقدامه على بدايته ، لأن مسألة الضلال والهدى ، هي مسألة الإنسان في استعداده النفسي والفكري للانفتاح على الحق ، ليبحث فيه ، أو ليستجيب لمن يقوده إليه أو يدله عليه ، لأن عناصر الهدى متوفّرة في كل الساحات ، فمن أخذ بها اهتدى ، ومن لم يأخذ بها ضلّ وربما تركه الله لضلاله.
وقد أشرنا أكثر من مرّة إلى أن نسبة الهدى والضلال إلى الله لا تعني سلبهما عن الإنسان بشكل مباشر ، بل كل ما هناك أنهما يخضعان لقاعدة