برسالته ، ويفرح بإقبالهم عليها ، لا سيّما إذا كانت الرسالة لمصلحتهم ، مما يجعل هذا الانفعال متصلا بالذات من جهة ، وبالجانب الإنساني من حياة الناس من جهة أخرى.
وقد جاء القرآن الكريم في كثير من آياته ، ليوضّح للنبي طبيعة هذا الجحود وظروفه وأسبابه الطبيعية ، مما يجعله يشعر بأن المسألة لا تستحق هذا القدر الكبير من الاهتمام النفسي ، أو الشعور بالخطورة على مستوى حياة الناس أو الرسالة.
وإذا كان الخطاب موجها إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن الامتناع عن التأثر بهذا الموقف السلبيّ ، من قبل الكافرين ، موجّه إلى كل داعية لله وللإسلام ، بأن يعيش هذا الجوّ ، لئلا يقوده الانفعال السلبي إلى الوقوع في الإحباط واليأس والسقوط ... فإن هذا قد يكون ممتنعا في شأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي تمنعه عصمته من ذلك ، ولكنه ليس ممتنعا في الآخرين من الدعاة إلى الله ، الذين قد يسقطون تحت تأثير ضعفهم ، فيفقدون التوازن الفكري والعملي في مواجهة الحالات السلبية في الواقع.
* * *
النعم وفلسفة البلاء الإلهي
(إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها) وذلك بما أنعمنا على الناس من جاه ومال وأولاد ، وأعطيناهم من امتيازات ، يستمتعون بها ، ويتنافسون فيها ، وقد يتقاتلون في سبيل الحصول عليها كما يتعقّدون في مواجهة قضايا الحق والباطل والخير والشرّ من خلال تأثيرها على مصالحهم وأوضاعهم في خدمة هذه الشهوات والامتيازات ... إنا جعلنا ذلك كله لهم ، من خلال ما أودعناه