ظاهرة من ظواهر الحياة حولهم.
ولكنّنا نعلم أن الله قد أرسل رسله كي يفتحوا عقول الناس وقلوبهم على الحق ، من خلال المنهج الفكري الذي يقودهم إلى اكتشافه بالفكر الدائب على البحث ، والوحي المنفتح على تفاصيل الحقيقة ... ولم تكن المعجزة أساسا في ذلك ، بل كانت ردّا للتحدّي الكبير الذي يحاول أن يسقط الدعوة أمام الناس ، كما في مسألة فرعون وموسى وأمثالها. ولذلك لم يستجب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للتحديات الطارئة الذاتية ، لأنها لا تمثل شيئا في حركة الدعوة ، ولا تثير أيّ غبار في وجهته العملية إلا بشكل بسيط.
* * *
عناد كافر متعنّت
(وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) فيحوّل الصحاري القاحلة الجرداء إلى أرض يتفايض منها الماء (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ) بلمسة من يدك ، أو بلفتة من نظرك ، تماما كما هو شأن الأنبياء الذين يحملون بركة النبوة القادرة على أن تحوّل الأرض الجرداء إلى بساتين يهتز فيها الشجر ، وتمتد فيها الخضرة ، وتجري فيها الأنهار ... (فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً) يمتد الخصب بذلك إلى كل جوانبها (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً) بحيث تتناثر النجوم قطعا قطعا علينا ، كما أوحيت إلينا بذلك ، في تهديدك لنا ، إذا لم نؤمن بك ، أو إذا تمردنا عليك ، (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً) في مجمع واحد ، لنقابلهم وننظر إليهم عيانا ، لنتحدث إليهم ونناقشهم في ما تدعونا إليه ، لنعرف صدقك في دعوتك ، (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ) أي من ذهب ، تصنعه بقدرتك النبوية التي تزعمها لنفسك ، فيكون ذلك شكلا من أشكال الإعجاز عند ما يتحول بيتك هذا ، أو أيّ مكان تسكنه إلى بيت من