الكلمة من أجل إعطاء هذا الحدث اللمسة الموحية ، التي قد لا يثيرها المعنى الكامن في كلمة (أَسْرى) ، لأن التلميح ـ في بعض الحالات ـ لا يغني عن التصريح.
* * *
واحة السلام
(مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) الذي جعله حرما آمنا يأوي إليه الناس من دون خوف ، ويلجأ إليه الحيوان من دون ذعر. إنه المنطقة التي جعلها الله واحة للسلام في تلك الصحراء المقفرة المليئة بكل ألوان الخطر القادم من أجواء الغزو والسلب والاعتداء.
إنه المسجد الذي ينفتح فيه الإنسان على السلام ، من خلال الروحانية الفياضة بالمعاني الإنسانية الحميمة ، المتصلة بالله في ما يريد له أن يتعمق في وعيه من الرحمة والمحبة والشعور بالمسؤولية الكبيرة عن الحياة التي لا يجوز الاعتداء عليها ، إلا من أجل حمايتها ، أو حماية الحق الذي يعطيها سرّ الحيويّة والإشراق والامتداد ، وهكذا كانت حرمته انفتاحا على الحياة في رحاب السلام ، لا انغلاقا على القيود التي ترهق معنى الحرية في الإنسان. وبذلك تولد الحرمات في الأرض لتمنحها رحابة الأفق الممتد إلى حركة الحياة من حولها ، لا لتدفعها إلى زاوية محدودة ضيّقة.
* * *